ثلاث طرق يمكن بها أن يؤثر الواقع المعزز إيجابيا على المجتمع
· هناك ثلاثة أمور يقوم بها الواقع المعزز بشكل جيد للغاية: التجسيد المرئي والتعليقات التوضيحية ورواية القصص.
· هناك أمثلة في كل من هذه المجالات تأتي في حينها نظراً للواقع الحالي لـكوفيد-19، والتي يمكن البناء عليها بمجرد أن تعاود المؤسسات الثقافية والمدارس وأماكن العمل فتح أبوابها.
· من إتاحة التعليم عبر الانترنيت إلى تيسير الوصول إلى الفعاليات الثقافية والتجارب، يمكن أن تساعدنا تطبيقات AR و VR على التغلب على العزلة الناتجة عن حظر التجوال بسبب كوفيد-19.
يتيح الواقع المعزز (AR) تداخل المعلومات الرقمية ودمجها في بيئتنا المادية. ومع ملازمة الكثير منا الآن للمنزل خلال الجائحة العالمية، يعد الواقع المعزز أداة يمكن أن تساعدنا في تحويل محيطنا المباشر إلى أماكن للتعلم والعمل والترفيه.
ويمكن أن يساعد الواقع المعزز في جلب العالم الخارجي إلى الداخل: من رحلة سفاري افتراضية مع حيوانات ثلاثية الأبعاد في غرفتك المعيشية باستخدام بحث AR من Google على هاتفك الذكي، إلى الاجتماع مع الصور الرمزية للزملاء عن بُعد كما لو كنتم في نفس الغرفة باستخدام Spatial.
ثلاثة أمور يقوم بها الواقع المعزز بشكل جيد للغاية: التجسيد المرئي والتعليقات التوضيحية ورواية القصص. وهناك أمثلة في كل من هذه المجالات تأتي في حينها نظرا للواقع الحالي لـكوفيد-19، والتي يمكن البناء عليها بمجرد أن تعاود المؤسسات الثقافية والمدارس وأماكن العمل فتح أبوابها.
أمرٌ واحدٌ مؤكد: لم يعد الواقع المعزز مجرد تقنية؛ بل هو يتعلق بتحديد كيف نريد أن نعيش في العالم الحقيقي مع هذه التكنولوجيا الجديدة وكيف سنصمم تجارب ذات مغزى ويمكنها أن تثري البشرية.
1. التجسيد المرئي:
AR)) أداة فعالة لتجسيد المرئي. حيث يسمح لك بنقل موضوع أو مفهوم إلى واقع كان خيالا أو أمرًا يتعذر الوصول إليه أو يصعب فهمه، ويمكنه أيضًا المساعدة في جعل ما هو غير مرئي مرئيًا. ومن بين الأمثلة التي توضح إمكاناتها ما يلي:
مع إغلاق الفصول الدراسية حول العالم، يتجه المعلمون إلى التعليم عبر الإنترنت. يستخدم جميع طلاب السنة الأولى البالغ عددهم 185 طالبًا في جامعة كيس ويسترن ريزيرف (CWRU) تطبيق HoloLens و HoloAnatomy، وهو تطبيق AR حائز على جائزة من CWRU و Cleveland Clinic، للتعلم من منازلهم. يُعين HoloAnatomy الطلاب على التعرف على جسم الإنسان بطرق تُعد غير ممكنة بشكل أخر. وبالوصول إلى أدق تفاصيل التشريح البشري ثلاثية الأبعاد، لا يقتصر تعلم الطلاب على توفر الجثث للتشريح أو الرسوم التوضيحية للكتب الطبية ثنائية الأبعاد.
في ديسمبر 2019، نشرت صحيفة نيويورك تايمز تجربة الواقع المعزز التي تصور جزيئات الملوثات المجهرية التي تلحق الضرر بصحة الإنسان. ومن خلال استخدام التطبيق، يمكنك أن ترى مقارنة بين الهواء الأكثر تلوثًا في العالم وبين هواء مدينتك المحلية. تتكشف هذه التجربة التنويرية في مساحتك مصورةً مستويات التلوث المعتدلة إلى الشديدة من منطقة الخليج إلى نيودلهي. كانت جميع البيانات المقدمة في هذه التجربة قبل كوفيد-19، ولكن يمكن استخدام الواقع المعزز في مشروع مستقبلي لتصوير التأثير الدراماتيكي لعمليات الإغلاق في جميع أنحاء البلاد على تلوث الهواء والبيئة.
أنشأت مؤسسة Dan Marino Foundation و Magic Leap نظامًا افتراضيًا للتدريب على المقابلات الوظيفية للشباب المصابين باضطراب طيف التوحد للتدرب في بيئة محاكاة آمنة تبني القدرات وتقلل من القلق. وفي الوقت الحالي، يمكن أن يكون التواصل مع أشخاص افتراضيين أيضًا وسيلة لمساعدة الناس على تقليل شعورهم بالعزلة في منازلهم.
2. التعليقات التوضيحية:
تساعد التعليقات التوضيحية باستخدام الواقع المعزز في توجيهك أثناء إكمال المهمة أو التنقل في بيئة جديدة أو حتى تقديم أوصاف آنية لما يحدث من حولك.
يتيح Dynamics 365 Remote Assist على HoloLens من مايكروسوفت والأجهزة المحمولة التعاون عبر المسافات من خلال مشاركة عرض مباشر مع الخبراء للحصول على المساعدة. يمكن للخبراء وضع تعليقات توضيحية مباشرة على ما تبحث عنه لإرشادك خلال العملية. كانت تستخدم سابقًا في مكان العمل لإصلاحات الخدمة الميدانية والتدريب، ويمكن توسيع سيناريوهات المساعدة عن بُعد لتشمل حالات الطوارئ في المواقع البعيدة حيث قد يكون من الصعب أن يتواجد فيها خبير، مثل أخصائي طبي.
في مكان آخر، يستخدم المسرح الوطني في لندن الواقع المعزز للمساعدة في تسهيل الوصول إلى عروضه للأشخاص الصم وضعاف السمع. فعند ارتداء زوج من نظارات التسمية التوضيحية الذكية، يرى المستخدمون نسخة من الحوار وأوصافًا للصوت من أداءٍ معروض على العدسات. تقدم المؤسسات الثقافية في جميع أنحاء العالم حاليًا بث محتوى مباشر وسط عمليات الإغلاق. وعندما تعاود المؤسسات فتح أبوابها و تعود التجارب العامة والشخصية، فإن التصميم لتيسير الوصول يعد مجالًا يواصل التطور في الواقع المعزز.
يساعد Project Tokyo من مايكروسوفت الأشخاص المعاقين بصريًا على “الرؤية” باستخدام AR و AI و HoloLens. حيث يمكن للجهاز اكتشاف موقع الأشخاص في بيئة المستخدم، والتعرف على الوجوه، ونقل المعلومات إلى مرتديها عبر الصوت. ربما يمكن إضافة ميزة مستقبلية للمساعدة في المحافظة على التباعد الجسدي من خلال تنبيه مرتديها عندما يكون الأفراد على مقربة من أقل من مترين.
3. رواية القصص
أصبح الواقع المعزز أحد الأساليب الجديدة لرواية القصص والتعبير الإبداعي عبر تمكين التجارب التي تظهر في منازلنا والأماكن العامة. ومن خلال تقديم وجهات نظر جديدة وبديلة؛ يمكن أن تتغير طريقة رواية القصص ومشاركتها وحتى طريقة تذكرها.
في فبراير 2020، عقدت لوس أنجلوس تايمز شراكة مع ياهو نيوز والشركة الإعلامية RYOT والفنان ميكا 404 لإنشاء تجربة واقع معزز لاستطلاع فساتين الأوسكار الشهيرة في العقود الخمسة الماضية. ومع تأجيل الفعاليات إلى أجل غير مسمى مثل حفل العشاء 2020 (حفل جمع التبرعات السنوي لمعهد أزياء متحف متروبوليتان للفنون في مدينة نيويورك) والمعرض المقابل له، يمكن أن يوفر الواقع المعزز وسيلة لجلب التجربة إلى منزلك من خلال مشاهدة الأزياء وحتى تجربتها افتراضيا من المعرض.
يستخدم تطبيق Lessons in Herstory الواقع المعزز للمساعدة في إعادة كتابة كتب التاريخ في الفصول الدراسية وإلهام قادة المستقبل من خلال عرض قصص النساء الملهمات. استخدم هاتفك الذكي لمسح أي صورة لرجل في الكتاب المدرسي A History of US, Book 5: Liberty For All? 1820–1860 لفتح قصة ذات صلة عن امرأة عظيمة طواها النسيان. يمكنك الاستمتاع بتطبيق الواقع المعزز من المنزل مجانًا بدون كتاب مدرسي عن طريق مسح الصور هنا باستخدام هاتفك الذكي.
يستخدم معرض براغ الوطني تقنية اللمس (ردود فعل اللمس الافتراضية) لمساعدة المكفوفين وضعاف البصر على تجربة الأعمال الفنية باستخدام Touching Masterpieces بواسطة Neurodigital. يمكن للمستخدمين من خلال ارتداء زوجًا من القفازات اللمسية “رؤية” منحوتات افتراضية ثلاثية الأبعاد مثل تمثال ديفيد لمايكل أنجلو من خلال سلسلة من اهتزازات اللمس على أطراف الأصابع والكفوف واليدين.
تتيح لنا رؤية الحقائق الممكنة وسماعها ولمسها من خلال قوة الواقع المعزز إلى دفع رغبتنا في الترحيب بالتغيير الإيجابي في العالم وتفعيله. فدعونا نجعل من ذلك هدفنا المشترك والتزامنا بتصميم ما هو أفضل للإنسانية.
بقلم: هيلين بابجيانيس | ترجمة: لمياء العريمية | تدقيق: مريم الغافري | المصدر