العلوم الاجتماعيةعلم النفس

نصائح انطوائي في فن التواصل الشبكي

بقلم: كارين ويكري

تشاركُنا كارين ويكر، الخبيرةُ التقنيةُ والرئيسةُ التنفيذيةُ ذات الخبرةِ الطويلة، -التي تصفُ نفسَها بالانطوائيةِ- سرَّها لتطويرِ العلاقاتِ المهنيَّةِ بأقلِّ ما يمكنُ من القلقِ والإحراج.

ثمة شيئانِ يكرهُهما معظمُنا عندما نضطرُّ للانخراطِ في التواصلِ الشَّبكيِّ. أولُهما هي طبيعتُه التعامُلِيَّةِ الصَّارخة. وقد صدرَ في مجلةِ هارڨَرد بزنس ريڨيو مقال عُرِّفَ فيه التواصلُ الشبكيُّ بصورةٍ جافَّةٍ على أنه: “المهمةُ غير المستحبَّةِ المعنيَّةِ بتبادلِ المزايا بين الغرباء”. وثانيهما الحاجةُ للخوضِ في مثل هذه التجربةِ يُشعِرُ الفردَ بالهشاشةِ؛ التواصلُ مع أحدِهم للحصولِ على توصيةٍ عند تقديمِك على وظيفة، أو الحصولِ على معلوماتٍ عن شاغرٍ مُعينٍ قد يجعلُك تشعرُ وكأنك يائسٌ (أليس من المفترضِ أن تكونَ قادرًا على فعلِ ذلك بمفردك؟)

اضطرارُك للاعتمادِ على أحدِ الغرباءِ أو أشباهِهم للحصولِ على المساعدةِ أمرٌ يسبِّبُ الشُّعورَ بالضغطِ أيضًا، أضف إلى ذلك أيَّ نوعٍ من الضُّغوطاتِ المتعلقةِ بالوقت ـــ مثلًا إن فقدتَ وظيفتَك فجأةً أثناءَ مرورِك بضائقةٍ أسريَّةٍ. وقد يزيدُ شعورُك بالذَّنبِ عندما يُفترضُ أن تبدو وكأن الأرضَ لا تتزعزعُ تحت قدميْك.

 قد يضاعفُ تعرُّضُك لهذا  شدةَ أن تقدِّمَ نفسَك أمام الآخرين وصعوبةَ الأمر .

“آنَ الأوانُ لأن تتصالحَ مع فكرةِ طلبِ المساعدة ــ هذا مفتاحُ إنجاحِ التَّواصلِ الشَّبكيِّ”

لأُشاركَكَ سِرًّا: لا مفرَّ من طلبِ المساعدةِ من شخصٍ آخرَ يومًا ما. قد تكونُ المساعدةُ طلبًا لنصيحةٍ مهنيَّةٍ أو أسريَّةٍ، وقد تكونُ بدايةً جديدةً أو انتقالًا إلى مكانٍ ما، وقد تكونُ للحصولِ على إرشادٍ بخصوصِ التَّقاعدِ أو شأنٍ طبِّي. ستحتاجُ أنت وغيرك أن تتواصلَ مع عددٍ من الناسِ للحصولِ على بياناتِ أشخاصٍ أو معلوماتٍ أو أسرارٍ أو دعمٍ ما. وهذا مبنيٌّ على فرضيَّةِ أنك مستعدٌّ لمَدِّ يدِ العونِ (أو الإصغاءِ) للآخرين. آن الأوانُ لأن تتصالحَ مع فكرةِ طلبِ المساعدة ؛ فهذا مفتاحُ إنجاحِ التَّواصلِ الشَّبكِّي.

مفتاحُ التغلُّبِ على مخاوفِك حيالَ الخوْضِ في التواصلِ الشبكيِّ هو تخصيصُ بُرهةٍ من يومِك بغرضِ الممارسة ،وفعلُ ذلك عندما لا تحتاجُ مساعدةً بعينِها. أُطلقُ على هذا اسمُ “التواصل الفضفاض”: أي أنك لا تغلقُ بابَ التَّواصلِ بإحكامٍ بل تتردَّدُ على معارفِك وشبكاتِك (الجديدة والقديمة) دون أن تقعَ في أيّةِ التزاماتٍ أو حاجةِ للِّقاءِ وجهًا لوجه. حين تبدأُ بفعلِ ذلك تكونُ بموضعِ المحتاجِ، وإلى نفسِك بعينِ الِمعطاءِ وليس العكس. وإن كنت قادرًا على حلِّ بعض المسائلِ للآخرين بين الحين والآخر نتيجةً لهذا التردد، ستكونُ قادرًا على مواجهةِ الخوفِ من أن تظهرَ بمظهرِ المحتاج.

المبدأُ الذي أتَّبعُه لتسهيلِ الخوْضِ في التواصلِ الشبكيِّ هو: اسقِها قبلَ أن تحتاجَ ثمارَها. يُركزُ البروفيسور دايفد بُركوس في كتابِه “صديق صديقي” صاحب خطاب تيد بعنوان “لمَ عليك أن تعلم كم يتقاضى زملاؤك في العمل” على فكرةِ أن الأشخاصَ الذين تربطُك بهم معرفةٌ سابقةٌ ولكنك لا تتواصلُ معهم دائمًا -أو ما قد نصفُهُ بالرَّوابطِ الضعيفة ــ هم المجموعةُ الأنسبُ لتقديمِ المساعدة. ويقولُ البروفيسور :”عندما نواجهُ عقبةً في مسيرتِنا المهنيَّةِ … فإننا غالبًا ما نخبرُ أصدقاءَنا المُقربين الذين قد يكونون قادرين أو غيرَ قادرين على تقديمِ المساعدةِ … بدلًا عن ذلك، علينا أن نتجهَ إلى روابطِنا الضعيفةِ الخاملةِ ونقصُّ عليهم قصصَنا ونرى أيَّ نوعٍ من الفرصِ يمتلكون، بل الأفضل من ذلك أن نبادرَ بممارسةٍ دائمةٍ تتمثلُ في التواصلِ مع روابطِنا الضعيفةِ والخاملة.” وهذا لُبُّ ما يعنيه “التواصلُ الفضفاضُ”.

“تشكلُ لحظاتُ التواصلِ الفضفاضِ نسيجًا ورمزًا لعلاقاتِك المستمرة”

كانت عادتي سابقًا  لإبقاءِ التواصلِ فضفاضًا أن أضعَ قائمةً من أوراقِ الملاحظاتِ بكلِّ اتصالاتي كل يومٍ ملصقةً على غلافِ دفترِ عناوين أستعملهُ دائمًا. إن فاتني أحدُهم فإنني أضيفُ اسمَه لقائمةِ اليومِ الموالي. تتمثلُ معظمُ أشكالِ تواصلنا في القرنِ الحادي والعشرين على الرسائلِ النصيةِ والرسائلِ الخاصةِ والبريدِ الإلكتروني، ولا يتطلبُ أيٌّ من هذه الاتصالَ الهاتفي، وبذلك لا تقلق من أن تكونَ قد قاطعتَ أحدًا لأن الجميعَ يردُّ على الرسائلِ عندما لا يكونُ مشغولًا. كما أن هذا الوضع مثاليٌّ إن كنت انطوائيًّا حيث تستطيعُ أن تأخذَ الوقتَ الكافي لصياغةِ رسالةٍ مؤثرةٍ دون أن تقعَ تحت وطأةِ الاضطرارِ للإجابةِ بصورةٍ مثاليَّةٍ خلال الاتصالِ الهاتفي.

يكمنُ تأثيرُ التواصلِ الفضفاض في أن تطرأ على بالِ أحدِهم لبضعِ دقائق والعكس صحيح. وتشكِّلُ لحظاتُ التواصلِ الفضفاضِ نسيجًا رابطًا (أي “نحن نتشاركُ في هذا الأمر”) ورمزًا لعلاقاتِك المستمرة. ولن ترى نتيجةً مع جميعِ معارفِك من خلالِ هذه الممارسةِ دُفْعَةً واحِدَةً، بل يتطلَّبُ هذا منك جهدًا مستمرًّا ثابتًا. وبهذه الطريقةِ أحافظُ على تواصلي مع العديدِ من الأشخاص. قد أشاركُهم بعضَ الأخبارِ التي أراها على مِنصَّةِ تويتر أو أيِّ منصَّةٍ نستعملُها معًا. بمُجرَّدِ ضغطي على زرِّ “شارك”، أرسلُ تحيَّةً بسيطةً ورابطًا لمحتوى مرئِيٍّ أو مكتوب. وإن كنتَ تستعملُ مِنصَّةَ لينكدإن على الدَّوام، تستطيعُ إبقاءَ بابِ التواصلِ مفتوحًا عن طريقِ خاصيَّةِ الرسائلِ الخاصةِ، أو بإمكانك استعمالُ رسائل فيسبوك وإنستغرام الخاصَّة، ويعتمدُ هذا على نوعِ الخدمةِ التي تستعملُها أنت و معارفُك.

التواصلُ الفضفاضُ هو وسيلتي للحفاظِ على الصداقاتِ التي كوَّنْتُها مع أفرادِ الجالياتِ المختلفةِ خلالَ عملي مع شركةِ غوغل لمدَّةِ عقْدٍ من الزمان. قد انتقل معظمُ هؤلاءِ إلى وظائف مختلفة، ونتشاركُ فيما بيننا بعضَ المقاطعِ الطَّريفةِ والأخبار المتعلقةِ بمكان عملِنا السابقِ أو بعض مُنافسيه. أحيانًا أُرسلُ رابطًا متبوعًا بـ

¯\_(ツ)_/¯

(هز الكتف) وليس غريبًا أن أتلقَّى “ت” ردًّا على رسالتي. وهكذا بسهولةٍ أكونُ قد تحصَّلتُ على لحظةِ تواصلٍ فضفاض.

تُعدُّ الاهتماماتُ المشتركةُ أرضًا خصبةً لممارسةِ التواصلِ الفضفاض،حتى على صعيدِ التواصلِ الرَّسمي. مثلًا، تُحبُّ صديقتي إريكا الكلابَ، وفي سياقِ العملِ لا تنفكُّ عن دعمِ الحصولِ على تجربةِ العميلِ الفُضلى، لذا فإنَّنا دائمًا نتشاركُ الصُورَ المتحركةَ للكلابِ أو أننا نسخرُ معًا من طرائفِ طُرقِ تعاملِ بعض الشركات مع عملائِها، أحيانًا نفعلُ ذلك عن طريقِ رسائل تويتر الخاصةِ أو عن طريقِ مجموعةٍ أنشأناها على تطبيقِ سلاك. وما بين صُورِ الكلابِ وطرائفِ الشَّركات، قد تجدُ رسالةً أو اثنتين بها دعوةٌ لورشةِ عملٍ أو فرصة مهمَّةٍ استشاريَّةٍ ما.

قد يؤدِّي التواصلُ الفضفاضُ إلى محادثةٍ آنيَّةٍ وجهًا لوجهٍ وقد لا يؤدِّي لذلك إلا بعد مُدةٍ زمنيةٍ طويلةٍ (أو قد لا يؤدِّي لذلك بتاتًا). منذُ عِدَّةِ سنواتٍ قابلتُ موظفةَ تسويقٍ في شركةٍ صغيرةٍ وليكن اسمُها جيني، كانت رئيستُها في العملِ إحدى زميلاتي في شركةِ غوغل، وهي التي عرَّفتني على جيني لنتحدَّثَ عن إنشاءِ مُدونةٍ إلكترونيةٍ لشركتِها. على مدارِ السنينِ وتغييرِ الوظائف، اقتصرَ تواصلي الفضفاضُ (جدًّا) مع جيني على مشاركةِ بعضِ الرسائلِ على تويتر أو بعضِ الملحوظاتِ ، ولكنني لم أقابلْها وجهًا لوجهٍ منذ لقائِنا الأول. تشغلُ جيني الآن منصبَ شريكٍ في شركةٍ لرأسِ المالِ الاسْتثمارِيّ. وقدَّمتني السَّنةَ الماضية لإحدى الشركاتِ الفرعيَّةِ التابعةِ لشركتِها على أملِ أن أساعدَهم في طرحِ استراتيجيَّةٍ للمحتوى، وقد كنت مُمتنًّة لهذا التقديم، فقبلتُ العملَ على المشروع، وأبلغتُ جيني أنني أود تقديمَ عربونٍ امتنانًا لها عن طريقِ دعوتِها لتناولِ وجبةٍ أو مشروبٍ، ولكن حتى وإن لم يحدثْ ذلك فإنَّ روابطَ تواصلِنا الفضفاض لا تزالُ قويَّةً.

“ليس المغزى من التواصلِ الفضفاضِ أن يكونَ عبئًا؛ كلما زادت الالتزاماتُ زادت صعوبةُ التزامِك أنت بها”

دقائق من يومك تمنحُها للتواصلِ الفضفاضِ كفيلةً بضمانِ استمراريةِ علاقاتِك مع العديدِ من الأشخاص. قد يعودُ هذا الجهدُ البسيطُ بفائدةٍ عظيمةٍ تتمثلُ في طيبِ العلاقاتِ حتى وإن لم يكن مردودُها ماديًّا. غالبًا ما أفعلُ ذلك في الصباحِ لأن طُقوسي لما قبل العملِ من تَفَقُّدِ بريدي الإلكتروني ومتابعةِ المُستجداتِ هي طريقتي للاستعدادِ لمواجهةِ اليوم. وخلال تفقُّدي للعناوينِ الرئيسية، قد أشاركُ قصةً أو اثنتين مع شخصٍ أو اثنين يتشاركانِ الاهتمامَ نفسه، وأرفقُ مع الرابطِ ملحوظةً نصّها: “خَطرْتَ على بالي عندما رأيتُ هذا. ما رأيُك؟ وكيف حالُك؟”

هناك جانبٌ سلبيٌّ مهمٌّ للتواصلِ الفضفاض: توسُّعُ نطاقِ الدعواتِ ومواعيدِ القهوةِ التي لا تريدُها. ليس المغزى من التواصلِ الفضفاضِ أن يكونَ عبئًا؛ كلما زادت الالتزاماتُ زادت صعوبةُ إبقاءِ التواصلِ فضفاضًا أو حتى إبقاءِ التواصلِ من الأساسِ إن كانت الإجابةُ التي تتلقَّاها على رسالةِ “لقد مررتَ بخاطري” دعوةً لتناولِ كوبٍ من القهوةِ الساعة الثانية ظهرًا يوم الخميسِ المقبلِ مع شخصٍ لا تربطُك به معرفةٌ وثيقـةٌـ تستطيعُ أن تؤجلَ الموعد، إلى حينِ أن تكونَ قادرًا على اللقاء، أو أن تؤجلَه لأجلٍ غير مسمًّى، وقد مرَّ عليَّ العديدُ من المعارفِ الذين تواصلوا معي بغرضِ رغبةِ العملِ بشركةِ غوغل طالبين منِّي أن نلتقي على فنجانِ قهوةٍ ونتحدث عن تجربة العمل هناك. على قدر رغبتي في المساعدة، فإن حوالي 300 ألف شخص انضموا إلى شركة غوغل بعدَ مُغادرتي إيَّاها؛ ومعلوماتي هذه  ليست الأحدث. لذا فإنني أضعُ حدودًا: أرسلُ بريدًا إلكترونيًّا يحتوي عدَّةَ فقراتٍ تتضمنُ انطباعي بشكلٍ عامٍّ وربما رابطًا لمقالٍ يحتوي على معلوماتٍ ذاتِ صلة، وأُنهي نصَّ رسالتي بِتَمنِّياتي الصَّادقة “بالتَّوفيق”.

جولي هي رائدةُ أعمالٍ مُتَسلْسِلةٍ وشخصيَّةٌ مُحترفةٌ في التواصلِ وخاصةً الفضفاض منه، وتظنُّ جولي أن أحدَ الأسبابِ التي تُسهِّلُ عليها هذا التواصل هو شبكةُ السيداتِ اللاتي تعرَّفتْ عليهن في عملِها “الحقيقيّ” الأول في مجالِ الصحافةِ في  شركةِ تايم. وتقول: ” لقد كانت البيئةُ المحيطةُ بي من الزملاءِ رائعةً؛ لم تكن هناك منافسةٌ على عكسِ المنافذِ الصحفيَّةِ الأخرى. كنا نساعدُ بعضَنا البعض،” مُردفةً بقولِها: ” ما زلتُ أعتمدُ عليهن، فعندما أحاولُ التفكيرَ في طريقةٍ لمواجهةِ إحدى التحدياتِ في العمل، أستطيعُ أن أرسلَ بريدًا الكترونيًّا أو أن أتصلَ بعشراتِ السيداتِ لأسألَ عمَّا إن كانت فِكرتي جيدةً وكيف أنتقلُ إلى الخطوةِ التالية.”

إن غايتي عادةً هي تلقِّي النصح، ولكنهن غالبًا ما يُعرِّفنَنِي على أصدقاء أو معارف قادرين على مُساعدتي على تحقيقِ هدفي. وعندما تواجهُ إحدى هؤلاءِ النِّساءِ مشكلةً مُماثلة، فإنهن يفعلنَ بالمثل.

وتصفُ جولي دائرتَها هذه بما أظنُّه رواسخَ التواصلِ الفضفاض: أن تتواصلَ بصورةٍ مُتقطعَةٍ – ليست متواصلة. وألا تبدو مُرغمًا على التواصلِ مع جميعِ من تُحاور. وعند سؤالي جولي عمَّا يدفعها على التواصلِ والحثِّ على بقائِه حيًّا على الدَّوامِ قالت ” يعودُ هذا – بالأساسِ- إلى الأمرِ الذي يجعلُ من الإنسانِ شخصًا وجارًا جيدًا، عليك دائمًا أن تعتني بأصدقائِك وزملائِك السَّابقين وجيرانِك. إن كنتَ شخصًا ذا معدنٍ أصيلٍ فإنك ستكونُ دائمًا مادًّا ليَدِ العونِ، وبذلك فإنَّ تلقِّيك لمساعدةٍ وطلبها لاحقًا يصبحان أسهل.”


بقلم: كارين ويكري | ترجمة: سحر عماني | تدقيق الترجمة: مريم الغافرية | تدقيق لغوي: عهود المخينية | المصدر

سحر عثماني

سحر عثماني هي مترجمة تحريرية وفورية تونسية الأصل عمانية الهوى. يخيل لها أنها تعيش حياة ازرا باوند بتنقلها بين القارات؛ تارة للدراسة وتارة للعمل. تترجم سحر من الإنجليزية والفرنسية وتتحدث الكورية واليابانية. إيمانها بصدق الرومي في قوله: "إنّ ما تبحث عنه يبحث عنك" يشدُّ على روحها طموحا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى