“هل يمكن أن تشقَّ الكتب الورقية طريقها إلينا حتى في ظل الزخم الإلكتروني؟”
تسأل إحدى الكاتبات الفائزات بجائزة المان بوكر
تُعبِّر الروائية هان كانغ عن حبها للأدب المطبوع.
يُعرف عن الرِّوائيين تحيزهم للروايات الورقية و الروائية هان كانغ الفائزة بجائزة المان بوكر الدولية في عام 2016 عن روايتها “النباتِّية” هي أحد هؤلاء الروائيين.
شاركت هان شغفها بالأدب والكتب الورقية في محاضرةٍ خاصة ضمن فعاليات معرض سيول الدولي للكتاب في كيوكس جنوب سيول عام 2019 والتي قدّمها الناقد الأدبي كانج جي-هي.
“أتساءل أحيانًا ما الذي سيأتي بعد اليوتيوب؟ هل الكتب الورقية؟” قالت هان، ومع هدوء صوتها، عمَّ قاعة المحاضرة هدوءٌ كتم صخب معرض الكتاب.
“أظنُّ أنَّ الناس بحاجةٍ ماسَّةٍ لشيءٍ مماثل، شيءٌ يمكنهم لمسه والشعور به وله حجم ووزن وليس مجرد مجموعةٍ من الصور على شاشة”.
وعلَّقت الكاتبة – ذات الثمانية والأربعين عامًا- أنَّ الكتب بطريقةٍ ما هي نسخة مطوَّرة للواقع المُعزَّز.
واسترسلت: “يقول النَّاس أنَّ هذا العصر هو عصر الواقع المُعزّز ولكنه على الرغم من ذلك لا يُسعفنا لمعرفة ما يجول بخواطر الآخرين وأفئدتهم؛ ربما ينجح في محاكاة الحواس الخمس ولكنه لا يلمس الرُّوح”
وأضافت “ربما يكمن الواقع المُعزز الحقيقي في الكتب والأعمال الأدبية، فالأدب -كما هو الواقع المعزز- يتعامل مع مواضيع تتغيَّر باستمرار كحياة البشر والموت والألم والحبِّ والحزن”
يُمكن للكتب أن تكون مصدر قوةٍ للكاتب وأكَّدت هان على رأيها هذا بقولها أنَّ قراءة الكتب تمدُّها بالقوة. “أشعر بالقوة عندما ألزم القراءة على عكس شعوري بالوَهن عندما تسرق الأنشطة الأخرى وقتي”
“أنا أقرأ بنَهم وأعتكف على القراءة لأيامٍ أشعر بعدها أنَّني بكامل قوتي، كما أنَّها تجمع شتاتي عندما يُبعثرني البُعد عنها”. تقول هان أنَّ الكتب الورقية هي ما يجعلها أقوى، وعلى الرغم من الأثر الكبير للكتب الإلكترونية في مجال النَّشر، إلا أنَّ الكتب الورقية تُشبع نَهمَ الكاتب.
ودعَّمت هان فكرتها بقولها: “يصعُبُ عند قراءة الكتب الإلكترونية الشعور بكمية عدد الصفحات المتبقية، وذلك على غِرار المطبوعات التي نلمس معها ما تبقَّى لنا من الصفحات كما أنَّ للكتب الإلكترونية أثرًا بالغًا على طول الرواية وتصميمها وبذلك يكون للكتب الورقية جمالٌ لا يمكن استبداله بالكتب الإلكترونية.”
تكتب هان حاليًا الجزء الأخير من ثلاثيةٍ جديدة بثيمة الثلج
قالت هان أنَّ “الجزء الأخير من الثلاثية مُرتبطٌ برواية “التصرفات الإنسانية ” و أشرح فيه قصتي بعد كتابة هذه الرواية وتأثيرها علي”
خططت هان لإنهاء الرواية في الشتاء الماضي ولكنها لا تزال تعمل عليها، وعزت ذلك لصعوبة الأمر وتأمَل أن تسمح لها الظروف للبقاء في منزلها في الصَّيف وإنهاء الرواية.
وتحدثت هان عن تجربتها في كتابة هذه الرواية قائلةً أنَّ “كتابة الرواية يُشبه السَّير في ممرٍ ضيق باتِّساع الخيط، ومجرد انحرافك عن الطريق يُفقد الرواية مصداقيتها وتصبح مُبتذلة وعلى الرغم من أنَّ الطريق يبدو مقطوعًا، إلا أنني أؤمن بأنَّ هناك طريقٌ خفي آخر ولكن لا يمكنني العثور عليه”
بقلم: ايم اون بييل | ترجمة: شــيماء العبرية | تدقيق: مريم الغافرية | المصدر