في فلك القراءة

13 كاتِباً يَتَفَوَّقون على “حَبْسَة الكتابة”

يعتبر نهاية الأسبوع الأول من نوفمبر بالنسبة للعديد من الكتَاب أسبوعا مهما جداً لاستعراض مهاراتهم الكتابية، إذ يتوافق مع (الشهر الوطني لكتابة الروايات) . تكمن فلسفة الشهر الوطني لكتابة الروايات؛ أن يكتب الكتَاب رواية تحوي 50000 كلمة على وجه التحديد. لكن ماذا لو عصفت بك حبسة الكتابة وقيدت أصابعك و أنت مستغرق في كتابة روايتك العظيمة الثائرة ، لا تخف أنت لست وحدك. بعد الهلع الذي سيصيبك ، أقرأ ماذا فعل 13 كاتبا ليتجاوزا حبسة الكتابة التي أصبت بها أنت أيضاً.

 

“عندما تصيبني حبسة الكتابة ، أنا أكتب ، قد أكتب لمدة أسبوعين متتالين  ” جلس القط على السجادة، إنه قط كما تعلمون و ليس فأراً”. هذا النص ممُل وبالٍ. لكنني أبذل جهدا في الكتابة. حتى يقتنع الإلهام أني جادة ويأتي : “حسناً، حسناً، أنا قادم” | مايا أنجيلو

 

 

“أي اقتراحات؟ ضع ما كنت تكتب جانباً لبضعة أيام أو أكثر، قم بأشياء أخرى، و حاول أن لا تفكر بنصك. بعدها بفترة اجلس بهدوء و اقرأ ما كتبته (اطبع ما كنت قد كتبته حتى يكون ملموساً لك) تأمل نصك ، ثم ابدأ من المقدمة، خربش في الصفحة التي بين يديك واحذف ما تريده. عندما تصل للنهاية، ستكون مقتنعاً بالنتيجة التي توصلت لها وستكون مدركا لما ستكتبه لاحقاً” | نيل جايمان

” دائما ما أشجع طلابي في أوقات مثل هذه على كتابة صفحة واحدة فقط عما يدور بخاطرهم ، ثلاثمائة كلمة من الذكريات و  الأحلام، أو حتى بإمكانهم السماح بتدفق تيار من الغضب على شكل كلمات عن كرههم للكتابة.  هذا التمرين سيحافظ على لياقة أصابعهم من تصلب مفاصلها. إن التزامهم بمحاولة كتابة ثلاثمائة كلمة كل يوم، على مرور الأيام والأسابيع السيئة سيجعل من الكتابة متنفسا لهم  … إذ لو فكرنا في الأمر، لا تعمل أدمغتنا بشكل جيد لو أننا لم تتنفس بشكل صحيح . خاطب وعيك الذي تسيطر عليه حبسة الكتابة ” هل انتهيتِ من عقلي ؟ هل ما زلتِ موجودة؟ أنا أحاول أن أقول لك بلطف : اصمتي واذهبي بعيداً. ” | آنا  لاموت، خطوة بخطوة

“دائما ما يتم سؤالي من قبل الكتَاب : ” ماذا نفعل عندما نصطدم  بحائط حبسة الكتابة كوحش له مخالب ؟ ماذا نفعل بشأنه؟ “ حسناَ، من الواضح  عندما تصيبك حبسة الكتابة أنك تفعل شيئاً خاطئاً وغير مفهوم ، أليس كذلك؟ في منتصف الكتابة تصبح فارغا و عقلك يبدأ بترديد  “لا، هذا كل شيء… لا يوجد المزيد لأعطيك ”. عقلك ينبهك ، أليس كذلك؟ عقلك اللاواعي يقول “ يجب أن تتوقف عن كتابة أشياء لا أحبها ، لا يهمني أن تكون  سياسياً أو ناشطاً اجتماعياً ، أو أن تكتب أشياء تفيد العالم، . إلى الجحيم مع ذلك! أنا لا أكتب أشياء تفيد العالم، لا أحبك. ويجب أن تتحمل العواقب الوخيمة وراء هذا القرار ، لم أُخلق لكتابة نصوص مثل هذه، وإلا سوف أنفجر،  خُلقت لكي أحظى بالمرح أثناء الكتابة لا العيش في جحيم لا نهاية له “

لم أعمل يوماً في حياتي. لم أعمل حتى يوم واحد . متعة الكتابة هي من تدفعني من يوم لأخر و من سنة لأخرى للعيش . الكتابة ليست مهنة جافة، حينما تصبح الكتابة أداء واجب، عليك التوقف والبدء من جديد. أريدكم أن تحسدوني على المتعة التي أجدها في الكتابة”. | خطاب راي برادبيري في  “ملتقى الكتّاب البحري” لعام 2001

 

” سر المضي قدما هو البدء. أن تبدأ هو  أن تحوَل النصوص المعقدة التي يجب أن تكتبها  إلى نصوص صغيرة يمكن الكتابة عنها ، ثم البدء في أول نص صغير.” | مارك توين  

” أفضل طريقة للاستمرار في سيل الكتابة هي التوقف عند معرفتك ماذا سيحدث لاحقا في قصتك. إذ فعلت هذا كل يوم لن تعاني إطلاقا من حبسة الكتابة. تذكر قولي: توقف دائما عندما تسير الأمور بشكل جيد ولا تقلق بشأن التوقف هذا  أو مجريات قصتك حتى اليوم القادم. عقلك اللاواعي سيعمل بدلاً عنك طوال الوقت.أما إذا فكرت وقلقت كثيراً بماذا ستكتب ستقتل كلماتك قبل أن تكتبها، وترهق عقلك قبل أن تبدأ ” | أرنست هامنجواي

 

” حبسة الكاتب هي عقلي اللاواعي يخبرني أن شيئا قد كتبته للتو إما لا يُصدق أو غير مهم بالنسبة لي، وأن علي أن أعود للوراء قليلاً والتفكير بما كتبت. ودائماً عندما أعيد صياغة ما كتبت قبل أن أضرب رأسي بحائط حبسة الكتابة،  تبدو النصوص مثيرة للاهتمام وكأني قد استعدت لياقتي الكتابية. حبسة الكاتب لا تحل أبداً بإجبار النفس على الاستمرار في الكتابة بدون معالجة المشكلة التي سببت بتمرد عقلك اللاواعي ضد قصتك ، لو استمرت ستكون القصة غير مفهومة لك أو لقرائك ” | أورسن سكوت كارد  في عامل الخيال.

 

” قبل سنوات قليلة، التقيت بـ جون شتاينبيك في حفلة  في أحدى ضواحي ساغ هاربور، أخبرته بأني أعاني من حبسة الكتابة ، قال لي بعض كلمات ما زالت عالقة في ذهني :” عندما تشرع في الكتابة ، تظاهر بأنك تكتب لشخص عزيز على قلبك مثل أختك، أو والدتك، أو أي شخص تريد ، لا  لمحررك أو للقراء .” في ذلك الوقت كنت مُعجبا بشخصية الممثلة، جين سيبيرج، و كان يتوجب عليّ كتابة مقال حول أخذ ماريان مور إلى لعبة البيسبول، افتتحت المقال بـــ “عزيزتي جين. . . ، ” كان وقع نصيحة جون شتاينييك مثل السحر , لقد كتبت هذا المقال بسهولة. في البداية كنت مندهشا بطريقتي لاستفتاح المقال باسم “جين” في مجلة هاربر.  وأعتقد أني أدهشت جين سييبرج و ماريان مور أيضا ” | جورج بليمبتون عن جون شتاينبيك.

 

” على مر السنين  في مهنة الكتابة، خرجت بقاعدة واحدة. هذه القاعدة الوحيدة التي أذكرها  عندما أتحدث عن الكتابة للآخرين دائما في المناسبات: إذا خططت للغد بموعد محدد  مع الكتابة ، فأنت تصرح لعقلك اللاواعي بالاستعداد مسبقا لهذا الموعد . ستكون تحت تأثير هذا الموعد المخطط وسيعمل عقلك على تجهيز المواد لموعدك . ” ثق بي” ، أنت تقول لهذه القوى القليلة هناك ” سأكون في الوقت المحدد جاهزا للكتابة  ومشحوذا بالأفكار”. | نورمان ميلر عن الأدب المخيف : أفكار حول الكتابة

 

” إذا واجهتك حبسة الكتابة عزيزي الكاتب: اخرج من مكتبك ،  اذهب في نزهة ، خذ حماماً ساخناً ، اذهب للنوم، قم بخبز فطيرة، ارسم شيئاً ، استمع إلى الموسيقى، تأمل، مارس الرياضة. مهما حصل، لا تجلس فقط و تتذمر من عدم قدرتك على الكتابة . لا تقم باتصال هاتفي أبداً  أو تذهب لأي لحفلة، إذا قمت بهذا، سوف تأخذ كلماتُ الآخرين مساحتَها في دماغك مستبدلة الكلمات التي يجب أن تمتلئ بالكلمات المفقودة من نصك . يجب أن تترك مساحة وتخلق فجوة لهذه الكلمات. انتظر بهدوء وتحَلَّ بالصبر حتى تأتي وتحِلَّ مكانها الصحيح.” | هيلاري مانتيل

” عندما تتدفق  الأفكار بكثرة و تمر بسيولة من خلال قلمي .. لا أقف وأتأمل القلم وهو ينغمس في الحبر ولو للحظة.. لأن تأمل الشموع  أو التجول في الغرفة لن ينجز العمل عني”. | لورانس ستيرن

 

“تعلمت أن أكتب ، سواء أردت ذلك أم لا. سيكون مريحا جداً أن أقول أوه، لدي حبسة الكتابة، ، يجب علي أن أنتظر حتى يأتيني الإلهام . هذه الطريقة لا تفلح معي،  لأنها مثل الأصفاد على معصميي ، أنا التصق بمكتبي وأنجز ما استطيع إنجازه” | باربرا كينغسولفر

 

“حبسة  الكتابة… الكثير من الهراء الفارغ الذي لا معنى له ويجب تجاهله . لو أن  كل جملة تحوي على كلمة ” كاتب,” قد استبدلت بكلمة ” سمكري” مكانها. هل ستصبح  النتيجة منطقية للمعنى الذي تقدمه.هل السباكين يصابون بحبسة السباكة ؟ ما رأيك في السباك الذي استخدم عذر الحبسة كذريعة كي لا يقوم بأي عمل ذلك اليوم.

 

الجميع لا يدركون أن الكتابة عمل مضن وشاق جداً، و في أحيان كثيرة لا تجد الرغبة في الكتابة أو حتى التفكير بما ستكتب لاحقا، الكتابة تصبح عبئا ثقيلا عليك. هل تعتقد أن السباكين يحبون عملهم دائماً ؟  سيكون هناك دائما أيام يفقد المرء اهتمامه بالشي الذي اعتاد أن يفعله بحب، ما الذي ستفعله عندما يأتي هذا الشعور؟ سوف ترغم نفسك على إتمام العمل المطلوب. دائما أتذكر رد الموسيقار شوستاكوفيتش عندما أشتكى أحد طلابه أنه لا يمكنه العثور على موضوع لمقطوعته الثانية. رد عليه شوستاكوفيتش “لا يهم ما موضوع مقطوعتك ! قم بتدوين النوتة فقط !”.

 

“حبسة الكتابة لا تقتصر فقط على  المبتدئين أو الأشخاص غير الجادين في الكتابة، بالعكس،  يعتبرها الكتًاب حالة إلهام خاصة تأتي بعدها لحظة الإبداع . لكن الفرق يكمن أن الكتَاب البارعين لا ينتظرون أن تنتهي حبسة الكتابة ، هم يكتبون حتى يأتي الإلهام طريقهم”  | فيليب بولمان

 

بقلم: إيميلي تيمبل | ترجمة : مريم الغافرية | المصدر

 

     

    مريم الغافري

    مترجمة وكاتبة محتوى إعلامي. أترجم هنا في مختلف المجالات، والأدب شغفي

    مقالات ذات صلة

    زر الذهاب إلى الأعلى