العلوم الاجتماعيةعلم النفس

فهمٌ جديدٌ للقوةِ الحقيقيةِ للضغطِ !

بينما هناك استراتيجيات بإمكانها مساعدتنا في التعامل مع الضغط ومعالجته، تأتي أوقات يكون عندها تجنب آثار هذا الضغط مثل الإرهاق مستحيلاً.

كما ذكرتُ في مقالةٍ سابقةٍ بعنوان ” تلقّي المساعدة لتخطي الأوقات الصعبة في الحياة”، قد تركتنا العاصفة بدون قوة، كان الوقت الإجمالي ثمانية أيام، ما سجلناهُ هو أسبوعين بالرجوع مع إعصاري إيرين وساندي (إشارة من الكاتبة إلى حجم الضغط).

على أيّةِ حال، قد تعلمتُ بعض الأشياء الجديدة حول قوة الضغط مؤخرًا، وأريد أن أشارك ما تعلمته معكم.

بإمكانني أن أقول بصدقٍ وبدرجةٍ عاطفيةٍ: لقد كنتُ قادرةً على إدارة الضغط وإبقائه في مستوى منخفض جدًّا. بالأحرى، لم أعد أشعر بأنني مضغوطةٌ من قِبل الوضع، فقد عمِلت أدوات حياتي بشكلٍ جيد لإبقاء ذهني بحالةٍ هادئةٍ وسلميةٍ،  لكن على المستوى البدني، فقد كنتُ مرهقة.

ماذا أقصد بأدوات حياتي ؟

هل سبقَ لك أن أخذتَ سكينًا واستخدمته كمفك؟ كيف كان يعمل؟ ليس جيدًا، أليس كذلك؟ في مرحلةٍ ما، علينا العودة إلى مِفك براغي حقيقي وإصلاح ما أردنا إصلاحَهُ مرةً أخرى. إن هذا مثالٌ جيدٌ للإعتماد على حل سريع وعادةً هو حلٌ مؤقت!

أعتقدُ أن نفسَ الشيء يحدثُ عندما نواجه مشاكل عاطفية، فنحنُ في كثيرٍ من الأحيان نُمسك بشيءٍ سريع لمساعدتنا في التعاملِ مع الموقف،  أدعو هذه الأدوات “أدواتُ البقاءِ على قيدِ الحياة”ِ مثل السكين الحل مؤقت جداً، و في كثيرٍ من الأحيان، تُصبح أدواتُ البقاءِ على قيدِ الحياةِ هي المشكلةُ الأكبرُ في حياتِنا.

عندما كنتُ في الرابعةِ عشرة من عمري وعلمتُ أن والدي كان يموتُ من السرطان، كان الكحول هو أداةُ البقاءِ التي التجأتُ إليها، لقد بدأتُ بسرقتها من والديّ ، حتى أنني أخذتها معي إلى المدرسة.

لحسن الحظ، أنني شاركتُ في كرة السلة والتي حلّت محل شُرب الكحول و أصبحت كرة السلة هي أداةُ البقاء على قيد الحياة الخاصة بي بديلاً لأداة شُرب الكحول، إلا أنني عندما توقفتُ عن لعبِ كرة السلة، وجدتُ نفسي أختارُ أداةً أخرى من أجلِ البقاء وهي الأكل.

ثم وضعتني قوةٌ عُليا في موضعٍ حيث لم يكن لديّ أيّ خيارٍ سوى أن أكون صحيّة، فبدأتُ العمل أخصائيةً للعلاج بالترفيه في وحدةِ التشخيصِ المزدوج، فبدأتُ هناك بتعلم الكثير من أدوات الحياة الصحية والأهم من ذلك أنني بدأتُ استخدم هذه الأدوات الصحية.

منذ أكثر من 20 عامًا ، كنت أسعى في مهمّة: أعيشُ ما أقوم بتدريسه وتعليم ما أعيشه، إنني أتطلعُ إلى مشاركة العديد من أدوات البقاء على قيد الحياة معكم  من خلال المشاركات المستقبلية حتى تتمكنوا أيضًا من استبدال بعض أدوات البقاء القديمة.

بالعودة إلى الموضوع الأساسي قوة الضغط ، بعد أول يومين ، كنت أستيقظُ كما لو أنني لم أحصل على أيّ قسطٍ من النوم، لكن  في الواقع كنت قد حصلتُ على ثمانِ إلى تسعِ ساعاتٍ جيدة من النوم، لقد كان الأمر مذهلاً بالنسبة لي، على مستوى واحد شعرتُ بالهدوء والسكينة عاطفيًّا، إلا أنني على مستوى آخر شعرتُ تمامًا بالإنسحاق بدنيًّا!

عندها قد أدركتُ القوة الحقيقية للضغط

يمكننا استخدام أدوات الحياة لكي تساعدنا في إدارة الضغط لدرجةٍ ما، لكننا لن نستطيع القضاء عليه تمامًا، فأجسامنا موصولةٌ بقوة مع أسلاك الاستجابة للضغط المبرمجة من أجل البقاء!

لذا، حتى عندما كان يدور في رأسي أنني في أمانٍ وأن حالة فقدان القوة  لم تكن حدثًا يُهدد الحياة، كان جسدي يُدرك أنه حدثًا يهدد الحياة بالفعل!

درسٌ مهمٌ تعلمته هو أننا كيف لا نستطيع في بعض الحالات إيقاف استجابتنا للضغط بإستخدام عقلنا وأدوات حياتنا ، حيث بإمكاننا فقط أن نعي ما الذي يجري، ونكرّم هذه الأسلاك الرائعة للبقاء على قيد الحياة، وأن نضبط توقعاتنا بأنفسنا!

إن القوة الحقيقية للضغط مذهلة  من أجل أن تعيش اليوم بحالةٍ جيدة.

 

كارول ريكارد | المصدر

موزة الريامي

مُحرّرة ومترجمة، خرّيجة قسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس - 2017

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى