التعليمالعلوم الاجتماعية

5 طرق يغيّر بها الذكاءُ الاصطناعي صناعةَ التعليم

أحدث الذكاء الاصطناعي نقلة في مجال التعليم يشمل نفعها الطلبة والمؤسسات

كيف يغيّر الذكاءُ الاصطناعي مجالَ التعليم

يُعدُّ الذكاء الاصطناعي اليوم جزءًا من حياتنا الطبيعية. إذ تحيط بنا التكنولوجيا؛ فمن أنظمة ركن السيارات آلية التشغيل، وحساسات ذكية لالتقاط صور مذهلة إلى أجهزة المساعدة الشخصية. وعلى غرار ذلك، أصبح تأثير الذكاء الاصطناعي على التعليم ملموسًا؛ فقد تغيرت طرق التعليم التقليدية بشكل جذري.

بات العالم الأكاديمي أكثر سهولة وذا طابع شخصي بفضل تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتعددة للتعليم؛ الأمر الذي غيَّر الطريقة التي يتعلم الناس بها نظرًا لأن المادة العلمية أصبحت سهلة الوصول من خلال الأجهزة الذكية والحواسيب. واليوم، لا يحتاج الطلبة إلى حضور حصصهم الدراسية شخصيًا للمذاكرة إذا ما توافرت لديهم أجهزة الحاسوب واتصال بالإنترنت. كما سمح الذكاء الاصطناعي أيضًا بأتمتة المهام الإدارية، مما مكَّن المؤسسات من تقليل الوقت اللازم لإتمام المهام الصعبة ليتسنى للمعلمين قضاء وقت أطول مع الطلبة. آن الأوان لمناقشة التحولات التي قدمها الذكاء الاصطناعي في التعليم.

1. تبسيط المهام الإدارية

يمكن للذكاء الاصطناعي أن يجعل تسريع وتيرة أداء المهام الإدارية آليَّ التشغيل للمعلمين والمؤسسات التعليمية. يقضي المعلمون وقتًا طويلًا في تصحيح الاختبارات وتقييم الواجبات وتقديم الردود النافعة لطلبتهم. إلا أن التكنولوجيا يمكن أن تُستخدم في مهام التصحيح الآلي في الحالات التي تتطلب تنفيذ مهام متعددة. ويعني ذلك أن الأساتذة سيحصلون على وقت أطول لقضائه مع طلبتهم عوضًا عن قضائه في تقييمهم.

نتوقع المزيد من هذا الذكاء الاصطناعي. في الحقيقة، يعمل مزودو البرمجيات على ابتكار طرق أمثل لتصحيح الإجابات المكتوبة والمقالات العادية. ومن الأطراف الأخرى المستفيدة على نحو كبير من الذكاء الاصطناعي هيئة التسجيل والقبول في المدارس؛ حيث يسمح الذكاء الاصطناعي بأتمتة عملية تصنيف المستندات وتجهيزها .

2. محتوى ذكي

يقترن الذكاء الاصطناعي بالتعليم ويمكن أن تكون التقنيات الحديثة هي كل ما يتطلبه الأمر لضمان تحقيق الطلبة أعلى مراتب النجاح الأكاديمي. يُعد المحتوى الذكي من المواضيع المهمة واللافتة اليوم؛ إذ تستطيع الروبوتات كتابة محتوى رقمي بجودة مماثلة لما قد تكتبه خدمات كتابة المقالات الأسترالية المختلفة.

وقد اتخذت هذه التكنولوجيا بالفعل طابع الفصل الدراسي. ويتضمن المحتوى الذكي المحتوى الافتراضي مثل عقد الاجتماعات وتقديم المحاضرات عن طريق الڤيديو. وكما تعلمون، بدأت الكتب الدراسية تأخذ شكلًا آخر.

تستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي المناهج التقليدية لابتكار كتب دراسية مخصصة لبعض المواد الدراسية. ونتيجة لذلك، تُرَقمَنُ الكتب الدراسية وتُبتَكَرُ واجهات تعلّم جديدة لمساعدة الطلبة من مختلف المستويات الأكاديمية والأعمار. ومثال على تلك الآليات (كرام 101) Cram101، وهي آلية تستخدم الذكاء الاصطناعي لجعل الكتب الدراسية سهلة الفهم، كما ويمكن التنقل بين ملخصات الفصول وبطاقات الاستذكار والاختبارات العملية بسلاسة.

ومن واجهات الذكاء الاصطناعي الأخرى المفيدة منصة نِتِكس التعليمية Netex التي تمكن الأساتذة من ابتكار مناهج إلكترونية ومعلومات تعليمية عبر عدد لا حصر له من الأجهزة. وتشمل نِتِكس برامج المساعدة عبر الإنترنت، ومقاطع صوتية، ومقاطع ڤيديو توضيحية.

3. تعلم مخصَّصٌ

هل رأيت نوعية التوصيات المخصصة على نتفليكس Netflix؟ تُستخدم التقنية ذاتها في كيفية تعليم الطلبة في المدارس. يُفترض أن تلبي الأنظمة التقليدية احتياجات المتوسط ، إلا أنها لا تخدم التلاميذ بالقدر الكافي. صُمِّم المنهج الدراسي ليُناسب أكبر عدد من التلاميذ باستهداف 80% من المتوسط. غير أن التلاميذ يكافحون لبلوغ إمكاناتهم الكاملة عندما يكونون من الـ 10% في الصدارة.

 وحتى عندما يكونون من الـ10% في الأدنى، تواجههم الصعوبات باستمرار. ولكن عندما أُدخل الذكاء الاصطناعي، لم يُستبدل المدرسون بالضرورة، لكنهم أصبحوا في موضع يستطيعون فيه العمل بشكل أفضل من خلال تقديم التوصيات المخصصة لكل تلميذ. يعمل الذكاء الاصطناعي على تخصيص الواجبات الصفية والاختبارات النهائية بشكل يضمن حصول الطلبة على أفضل مساعدة ممكنة.

وتشير البحوث إلى أن الملاحظات الفورية واحدة من مفاتيح التدريس الناجح. ومن خلال التطبيقات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، يحصل الطلبة على ردود هادفة ومخصصة من معلميهم. ويمكن للمعلمين أن يُلخصوا الدروس على هيئة دليل دراسي ذكي وبطاقات استذكار.  كما يمكنهم تدريس الطلبة وفق التحديات التي يواجهونها في المواد الصفية.

وعلى خلاف الماضي، يمكن للطلبة الجامعيين أن يحظوا الآن بفرصة قضاء وقت أطول للتفاعل مع أساتذتهم. وبفضل الذكاء الاصطناعي يمكن لأنظمة التدريس الذكي مثل Carnegie Learning أن تقدم ملاحظات سريعة فضلًا عن العمل مباشرة مع الطلبة. وعلى الرغم من أن هذه الطرق ما تزال في بداياتها، إلا أنها ستصبح أستاذًا رقميًّا بحد ذاتها لتساعد الطلبة في احتياجاتهم التعليمية.

4. تعلم عالمي

لا حدود للتعليم ويمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة على التخلص من الحواجز. أحدثت التكنولوجيا تحولًا جذريًا عبر تسهيل تعلُّم أي مقرر من أي مكان في العالم وفي أي وقت. يزوِّد التعليم الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي الطلبة بالمهارات الأساسية لتقنية المعلومات. وبمزيد من الاختراعات، سيكون ثمة عدد أكبر من المقررات متاحًا على الإنترنت، وبمساعدة الذكاء الاصطناعي سيتمكن الطلبة من التعلُّم أينما كانوا.

5. كفاءات جديدة

يحسّن الذكاء الاصطناعي عمليات تقنية المعلومات ويطلق كفاءات جديدة. فعلى سبيل المثال، يمكن لمخططي المدن أن يستخدموه للتقليل من الاختناقات المرورية وتحسين سلامة المشاة. وعلى نحو مماثل، يمكن للمدارس أن تحدد الطرق الملائمة لتجنب ضياع الطلبة في زحام الممرات أثناء جريهم. كما يمكن أن يُستخدم الذكاء الاصطناعي في عرض البيانات المعقدة لتمكين قسم العمليات من إيجاد تنبؤات قائمة على البيانات.

وبالمقابل، يساعد ذلك على التخطيط الأمثل للمستقبل مثل تخصيص مقاعد خلال الفعاليات المدرسية وطلب الطعام من المقاهي المحلية. وبالحديث عن ذلك، يمكن للمدارس تجنب الهدر الناتج عن الطلب المفرط، وبذلك تقليل النفقات.

ومن خلال الكفاءات الجديدة يمكن للذكاء الاصطناعي في التعليم أن يغطي تكاليفه. والحقيقة أن التقنية الحديثة تأتي بتكاليف مسبقة للتركيب والتدريب، ولكن تكاد هذه التكاليف لا تذكر في نهاية المطاف. مع الوقت أصبحت التقنية أقل كلفة كما ينطبق الأمر ذاته على الأجهزة وبرامجها.

في دراسة نشرها موقع أخبار eSchool، أشارت أنه بمطلع عام 2021 سيرتفع استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم والتعلُّم بنسبة 47.5%. وسيتجلى تأثير هذه التقنية على المؤسسات ذات المستويات التعليمية الدنيا وحتى العليا.

وسيبتكر ذلك تقنيات تعلُّم تكيُّفي بأدوات مخصصة لتحسين عملية التعلُّم. قد يُطلع الذكاء الاصطناعي الطلبة على ما قد يكون عليه مسارهم المهني بالاعتماد على أهدافهم، وبالتالي مساعدتهم خارج الوسط الأكاديمي. وحده الوقت من سيكشف التأثير النهائي للذكاء الاصطناعي في مجال  التعليم.


بقلم: أليسا جونسون | ترجمة: مريم الريامي | تدقيق: عهود المخيني | المصدر 

مريم الريامي

مترجمة ورسّامة، وفضولية من الدرجة الأولى! مهتمة باللغات وأطمح لإتقان عدد منها، أحب القراءة وأهوى الفنون بأنواعها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى