قراءة في كتاب | كائنات الردة
عنوان الكتاب: كائنات الردة
مؤلف الكتاب: سليمان المعمري
دار النشر: مؤسسة عمان للصحافة والنشر والإعلان
رقم الطبعة: الأولى
سنة الطباعة: 2018
يقدم سليمان المعمري كتابه المعنون بـ ( كائنات الردة ) سيرة مختصرة جدا للقرية، يذكر فيها قصة انتقاله لقرية الردة، وهي القرية التي يعيش فيها، وتتمحور حولها قصص الكائنات التي ضمّنها في الكتاب، ويصف فيها طبيعة الحياة في هذه القرية، والتحولات التي شهدتها خلال أربعين عاما من قرية صغيرة إلى أكبر تعمُّ بالحركة التجارية حيث افتتاح محطة البترول التي كانت النقلة الفاصلة في ذلك التحول ، وعلاقته الخاصة والحميمة بهذا المكان، ممهِّدا لكائناتها التي سيسرد قصصها وعلاقته بها لاحقا في مئة صفحة من الكتاب الذي تم نشره مع مجلة نزوى في الإصدار الثامن والثلاثون .
يبدأ سليمان بسرد حكايات كائناته بدءاً بالحلاق شوزيت الذي كان يحظى بمكانة خاصة عند أهل القرية، ثم حكاية جده خليفة بن مبارك وقصة كفاحه التي امتدت لمئة عام. وقصة جاره غريب مطر الذي ارتبطت علاقته به بطفولته حيث كان يحمله وأقرانه بسيارته اللاندروفر إلى المدرسة. والطفلة شهد محمود التي كانت تحظى بمكانة خاصة عند عمها ( الكاتب ). ثم يسرد حكاية أمه وعلاقتها بالمسلسلات البدوية والممثل روحي الصفدي. وحكاية قاتل الورود أنور صميم العامل البنغالي الذي عاش للعمل معهم في منزل والده ليكتشف لاحقا أنه لمدة عشرين عاما لم يكن أنور في منزلهم لخدمتهم بل كانوا هم من يخدمونه. وقصص أخرى متفرقة لشخصيات وهمية عاشت في الردة كـ فتاة الساحل وهتلر الردة ، ثم يسرد قصة الفراشة التي كانت تحمل على جناحيها صورة امرأة واشتهرت بفراشة الردة، وقصص الثعابين الأربعة المرتبطة بذاكرته والتي رأى اثنان منها فقط. وأخيرا يأخذنا في نزهة إلى السماء يسرد فيها علاقته مع الموت .
بعد مئة صفحة من الكتاب تجد أن اختيار سليمان المعمري لمفردة “كائنات” في عنوان كتابه أمرا مبررا، إذ لا تقتصر حكاياته عن شخصيات الناس الذين عاشوا في ” الردة” وكان لهم الحظوة للكتابة عنهم في هذا الكتاب، بل إنه أيضا سرد قصص كائنات أخرى كانت لها علاقة بالمكان وبالكاتب كالفراشة والثعابين، وبذلك تكون مفردة كائنات أكثر شمولا. لم تكن قرية الردة في كتاب سليمان المعمري قرية فريدة وتضم كائنات تتسم بغرائبية تخصها وحدها فقط، بل هي قرية عادية جدا ولكن ما يميزها هي تلك العلاقة الحميمة التي تربط الكاتب بالمكان وكائناته وهي بالتحديد ما استدعت الكاتب للكتابة عنها.