الكتاب: عصر العلم
الكاتب: أحمد زويل
دار النشر: دار الشروق
الطبعة: السادسة عشر (2014)
المحرر: أحمد المسلماني
يقول أحمد زويل أن ” فكرة الكتاب جاءت كمحاولة لفهم طبيعة هذا العصر، من العلم إلى ما وراء العلم … من إرادات سياسية وطاقات اجتماعية وثقافات للشعوب “ ويذكر محرر الكتاب أحمد المسلماني في مقدمته للكتاب أن الكتاب ” سيكون معينا للقائمين على الحاضر وسيكون عونا للسائرين للمستقبل” وهو بالفعل كذلك. كتاب ثرى بالمعرفة ويبين لنا أهمية العلم في هذا العصر وكيف أن العلم هو الأساس للتقدم والرقى والقوة في العصر الحالي، بالإضافة للسيرة الذاتية للدكتور الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء أحمد زويل.
ينقسم هذا الكتاب لقسمين رئيسيين، القسم الأول وهو القسم الأكبر من الكتاب وفيه يتحدث الكاتب عن سيرته الذاتية وفي القسم الثاني ينشر أوراق العمل التي شارك بها في مؤتمرات وندوات عدة حول العالم.
في بداية القسم الأول يتحدث زويل عن سيرته الذاتية، من المولد، عن أبيه وأمه ومجتمعه المحيط حوله ، والتأثيرات الإيجابية لهذا المجتمع على زويل وكيف تأثر به وبأشخاص أثروا فيه ومردود هذا المحيط عليه. ذكر زويل نصا لجواب رسالة وصلته من الرئيس عبد الناصر ومدى تأثره بهذه الرسالة وتوقع عبد الناصر لزويل بالمستقبل الباهر، يعرج زويل على ثقافة المجتمع الذي عاش به ودراسته في جامعة الإسكندرية وبداياته في سلك التدريس ومدى تأثره بمن درس خارج مصر ممن حوله من معلميه وأساتذته الجامعيين.
بعد ذلك يبدأ في سرد رحلته لأمريكا، والصعوبات التي واجهها في رحلته (سياسية وعلمية وثقافية) بالإضافة للبيئة الدراسية الممتازة المتوفرة هناك وكيف عمل جاهدا للتغلب على هذه الصعوبات ومشواره الدراسي وحصوله على الدرجات العلمية. ينتقل بعد ذلك للحديث عن بحثه عن جامعة للعمل فيها بعد الانتهاء من دراسته وكيفية اختياره لجامعته كالتك وما أعطته الجامعة من عطايا وقدمته له في عمله وانتقاله من فيلادلفيا محل دراسته لكاليفورنيا محل عمله الجديد وكيفية اختلاف البشر والثقافة من مكان لآخر. ينتقل الكاتب بعد ذلك لسرد الرحلة والطريق لنوبل متحدثا عن بحوثه في الجامعة وإنجازاته هو وفريقه العلمي وكيفية بداية فكرته العلمية ، و يذكر بحوثه و نتائج هذه البحوث ، يتحدث زويل كذلك عن دراساته و إسهامه في العلوم و اجتهاده في العلم و بحثه المستمر و عمله الدؤوب لتحقيق حلمه و كيفيه ترشحه لجائزة نوبل و الحصول عليها ، و يختتم القسم الأول بحديثه عن التكريم و شعوره به و تعبير المحيط حوله حول هذا التكريم و طقوسه و إكرام العلماء و احتفاء المجتمع الدولي و العملي والعلمي و الاجتماعي و العربي بجائزته و احتفاء الكل بها.
الجزء الثاني في الكتاب عبارة عن أوراق ومقالات نشرها زويل حول عدة أمور تدور بين مستقبل عالمنا والبحث عن المعرفة ومستقبل العلم في الوطن العربي ومصر وكلمته في استلامه لجائزة نوبل بالإضافة لحوارات مع زويل عن العلم وأهله وكلمات ألقاها في أماكن عدة. ختم الكتاب بالخطط والمبادرات والمشاريع التي بدأ شيء منها على أرض الواقع وكيفية الحصول على الدعم والتحديات التي واجهها ووضع المشاريع الآن.
اقتباسات من الكتاب
” حاولت أن أقدم رؤيتي الشخصية لوضع العالم اليوم، ولمستقبل العالم العربي في عصر العلم”.
” تحتاج الدول النامية أن تقلل من العوائق السياسية البيروقراطية التي تقف في طريق النجاح وأن تحكم بقوانين تسمح بحرية الفكر كما يجب أن تشارك المرأة كطرف أساسي في مسيرة التقدم”.
” إن القرن الجديد يعدنا بفرص غير محدودة في العلم والتكنولوجيا وأعتقد أن العالم النامي يستطيع بل يجب عليه أن يكون شريكا أو جزءا من هذا التطور”.
” فضلا على أن العلم كان عند البعض حاجة وضرورة، كان عند الآخرين سموا في الفكر وامتيازا في الذهن وكان الحال عندهم أشبه بعبارة … العلم من أجل العلم”.
” لأستمتع بالعلم والناس معا كان على أن أتعرف على قيمة الحياة”.
” في واقع الأمر فإن كل تلك الإنجازات إنما تحتاج من المرء أن يكون واثقا ، على قدر كبير من العزيمة والتصميم ، مستعدا للعمل الشاق”.
” كان أملي ولا يزال أن أحفز الشباب وأدفعهم لدراسة العلوم وأن أشجع عامة الناس على إدراك وفهم علم الزمن والمادة”.
” في ذهني أن أرسم شكلا لمستقبل يستفيد من تاريخنا وأفكارنا العقلانية، مستقبل قوة العقل فيه هي الأكثر تأثيرا على الأرض”.
” المدى الزمني اللازم لتحقيق نهضة حقيقية يرتبط بالإرادة والرؤية والعمل الجاد في مناخ يدعم الابتكار وحرية الإبداع”.
” لا يمكن أن يبدع الخائفون”.
” إن الحياة تبدأ وتنتهي والقوى العظمى تعلو وتهبط لكن الأمم عبر التاريخ هي التي تصنع المستقبل”.
” أنا أركز دائما في أحاديثي وكتاباتي عن المستقبل، عن الطريق الممكن للنجاح لا عن الطريق البائس للفشل”.
” التعليم الجيد يؤدي إلى علم جيد، والعلم الجيد يقود إلى تكنولوجيا جيدة فلا تكنولوجيا بلا علم ولا علم بلا تعليم”.
” التخصص هو أساس التميز في عصر العلم”.
إجمالا
الكتاب عبارة عن دفعة معنوية قوية لكل متعلم عموما ولكل أهل العلم في الوطن العربي خصوصا. يبين لنا الكتاب أن الطريق للقمة ليس بالأمر الهين. التضحيات في الجهد والمال وقبول التحدي ودحر العقبات كلها شيء بسيط أمام لذة الإنجاز. مشوار حياة الكاتب في هذا الكتاب، وإن أردنا النجاح فلنتعلم من القدوة التي حققته كل حسب مجاله. كتاب إيجابي يبث روح العلم في وقت أهمله الكثير. تطبيق ما جاء من أفكار في الكتاب على المستوى العلمي سيكون له أثر نافع كثير.
