كيف أعرف إن كنتُ مصابا بالأنفلونزا أو كورونا أو بأي شيء آخر؟
سيساعدك هذا المخطط الذي يوضح الأعراض على تحديد الفيروس الذي يمرضك
من المعروف علميًّا أن أول علامة لالتهاب الحنجرة هي الإحساس بتهيّجٍ يصحبه “إه أوه” ويليه الأمل الساخر بأن ذلك “مجرد نزلة برد”، وإلا فإن ذلك إنفلونزا معيقة أو الفيروس التاجي الذي يعم الأرجاء (كورونا) أو مرضًا يؤثر على الشعب الهوائية العلويَّة.
ورد عن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة أنه “نظرًا لاشتراكِ نزلات البرد والإنفلونزا في العديد من الأعراض، فقد يكون من الصعب (أو حتى من المستحيل) معرفة الفرق بينهما بناءً على الأعراض وحدها”. ولكن في الواقع تبيِّنُ قوائم أعراض المَرَضَيْن التابعة لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها اختلافات ملحوظة في الحالات العاديَّة.
يمكن أن يكون من الصعب فعلًا تمييز أعراض الفيروس التاجي الجديد COVID-19 عن أعراض الأنفلونزا، لكن بدأ الباحثون في استجلاءِ بعض العلامات. وفي الوقت نفسه، يخطئ الناس كثيرًا في وصف عدوى النوروفيروس قصيرة المدى والمكثفة ظنًّا منهم بأنها “إنفلونزا المعدة”.
هناك اختلافات واضحة في الأعراض الأكثر احتمالًا للعدوى الفيروسية المختلفة ومدى سرعة ظهورها.
إذن .. كيف تعرف ما إن كان عليك الاتصال بالطبيب فورًا أو المكوث بصحبة كتابٍ جيِّدٍ وإناءِ من حساء الدجاج؟
هناك اختلافات واضحة في الأعراض الأكثر احتمالًا للإصابة بالفيروسات المختلفة ومدى سرعة ظهورها. لا يمكن لهذا المخطط – والتفسيرات العميقة أدناه بشأن أربعة فيروسات تحظى باهتمام كبير في هذه الأيام – استبدال تشخيص الطبيب، لكنها قد تساعدك في التفكير فيما يجب القيام به. إذا كانت لديك أسئلة أو استفسارات، فاستشر اختصاصي رعاية صحية ولا تسمح لمرضٍ غير معروف بالتفاقم .
نزلات البرد
يتسبب أكثر من 200 فيروسٍ مختلفٍ بنزلات البرد، ومن بينها سلالات فيروس كورونا والفيروسات الأنفية وهي الأكثر شيوعًا. وإن كانت شائعة جدًا ومُدقِعَة ، إلا أنها نادرًا ما تكون مثل الإنفلونزا.
عدد مرات الإصابة
في كل عام، يصاب البالغ العادي بنزلتَي بردٍ أو ثلاث. أما الأطفال، فيمكن أن يصابوا بست نزلات برد أو أكثر سنويًا.
الأعراض الشائعة
يبدأ التطور التدريجي عادة بالتهاب الحلق مؤديًا إلى العُطاس وسيلان في الأنف والانسداد والرشح الأنفي الخلفي المزعج (سيلان المخاط عبر الحلق لإيقاف الالتهاب).
مضاعفات محتملة
نزلات البرد أقل احتمالًا بالتسبب بمضاعفات خطيرة مقارنة بالأنفلونزا، ولكنها يمكن أن تؤدي إلى التهاب الأذن والتهاب الجيوب الأنفية، أو (نادرًا) التهاب الشُعب الهوائية والالتهاب الرئوي أو التهابات ثانوية أخرى. وتتطلب كل هذه الالتهابات علاجًا. كما يمكن أن تؤدي نزلات البرد أن إلى حدوث نوبات الربو أو تفاقمها.
كيف تنتشر
ينتشر عبر الهواء الناتج من السعال أو العطاس، وعن طريق يدي الشخص المصاب ومن الأسطح الصلبة ومن خلال الاتصال المباشر مع شخص مصاب.
فترة العدوى
قبل ظهور الأعراض بيوم أو يومين إلى أن تختفي كل الأعراض، أي أسبوعين تقريبًا منذ بداية ظهور الأعراض.
الإنفلونزا
على الرغم من المخاوف المفهومة من تفشي المرض مثل الفيروس التاجي (كورونا)، فإن سلالات مختلفة من الإنفلونزا – هناك 29 نوعًا فرعيًا مختلفًا – تتسبب في عدد من الوفيات يتجاوز كثيراً كل عام تلك الناجمة عن معظم الحالات الأخرى للتفشي الفيروسي خلال سنوات عدة.
معدل الإصابة
يصاب حوالي 8٪ من سكان الولايات المتحدة بمرض الإنفلونزا كل عام. وبالمتوسط، تتسبب بوفاة حوالي 12000 إلى 61000 أميركيٍّ سنويًا.
الأعراض الشائعة
من العلامات الدالة على المرض؛ حمى مفاجئة بدرجة تزيد عن 38 درجة مئوية، وآلام في العضلات وقشعريرة.
المضاعفات المحتملة
التهابات في الأذن والجيوب الأنفية والالتهاب الرئوي وتفاقم الحالات الطبية المزمنة والوفاة. وكما هو الحال مع باقي الفيروسات، فإن الإنفلونزا تؤثر بشكل كبير على الشباب والكبار وأي شخص يعاني من ضعف في جهاز المناعة.
كيف تنتشر
تنتقل عبر الهواء الناتج عن السعال أو العطاس، وعن طريق يدي الشخص المصاب ومن الأسطح الصلبة والاتصال المباشر مع شخصٍ مصاب.
يمكن لفيروسات الإنفلونزا ونزلة البرد أن تعيش على الجلد من 15 إلى 20 دقيقة وعلى الأسطح الصلبة لعدة ساعات.
فترة العدوى
قبل ظهور الأعراض بيوم واحد، وتستمر لمدة ثلاثة إلى سبعة أيام أخرى.
النوروفيروس
تهيج هذه الجراثيم سريعة المفعول التي عادة ما يطلق عليها المسمى الخاطئ “إنفلونزا المعدة المعدة أو الأمعاء، مما يؤدي إلى انزعاج شديد قصير المدى للجهاز الهضمي. وهو السبب الرئيسي لتفشي التسمم الغذائي في الولايات المتحدة الأميركية (وهو أكثر شيوعًا من تفشي البكتيريا الناتج عن السالمونيلا أو البكتيريا الإشريكية القولونية).
معدل الإصابة
يعاني حوالي 20 مليون أميركيٍّ أو 6% من السكان من حالات حادة من التهاب المعدة والأمعاء الناجم عن النوروفيروس سنويًّا.
الأعراض الشائعة
وبخلاف فيروسات البرد أو الإنفلونزا، يسبب نوروفيروس القيء و/ أو الإسهال المفاجئ والشديد والمتكرر في أغلب الأحيان.
المضاعفات المحتملة
الجفاف الشديد، حيث تأتي حوالي 400.000 حالة من حالات الإصابة بفيروس نوروفيروس لغرف الطوارئ سنويًا في الولايات المتحدة، والأطفال هم أكثر فئة عرضةً له.
ويسبب وفاة ما بين 570 و 800 مريضٍ- معظمهم من الأطفال وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعفٍ في جهاز المناعة.
كيف ينتشر
من المعروف أكثر أنه ينتشر عن طريق البراز والقيء البشري (بما في ذلك قطرات القيء التي انتقلت بالهواء). ويمكن أن تحتوي قطرة الإسهال بحجم رأس الدبوس على جزيئات نوروفيروس كافية لأن تجعل شخصًا آخر مريضًا. غالبًا ما ينتقل المرض عن طريق الغذاء المحصود من مياه ملوثة أو ينتقل في المطعم أو المنزل عن طريق شخص مصاب أعدَّ طعامًا يُقدم نيئًا أو لامس الطعامَ بعد طبخه.
فترة العدوى
قبل بدء الأعراض وحتى أسبوعين بعد الشفاء.
فيروس كورونا كوڤيد- 19
لا يمكن تمييز أعراض الفيروس التاجي الجديد، المسمى كوڤيد-19 COVID-19، تقريبًا عن الإنفلونزا، وهذا كما يقول خبراء الصحة حتى الآن، ويمكن أن تتراوح هذه الأعراض من خفيفة وحتى غير ملحوظة تقريبًا بالنسبة لبعض الأشخاص إلى شديدة ومميتة بالنسبة لآخرين. (لا يمكن للعلماء حتى الآن تفسير السبب، لكن تحدث مثل هذه التفاعلات المختلفة أيضًا مع أمراض فيروسية أخرى).
معدل الإصابة
نادرٌ للغاية في الولايات المتحدة حتى لحظة كتابة هذه السطور. وإذا لم يكن كوڤيد-19 (COVID-19) منتشرًا على نطاق واسع حيث تعيش أو تقيم، فإن احتمال إصابتك به شبه معدومة.
الأعراض الأكثر شيوعًا
الحمى والسعال وضيق التنفس
المضاعفات الخطيرة المحتملة
الالتهاب الرئوي والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة والفشل الكلوي والوفاة.
كيف ينتشر
عن طريق الهواء من السعال أو العطس، أو من الأسطح الصلبة، وعن طريق الاتصال القريب من شخص مصاب (في حدود مترين وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض). كما أنه ينتشر عن طريق البراز البشري وفقًا لدراسة نشرت في 17 فبراير في مجلة الميكروبات والعدوى المستجدة Emerging Microbes and Infections ، بالإضافة إلى دراسة سابقة ودراسة أخرى أُعلِنَ عنها منذ ذلك الحين. يخشى الباحثون من أنّ انتشار المرض من خلال البراز واحتمالية أنْ يسبب المرض الإسهال يُعَدُّ وسيلةً تساعد في الانتقال السريع.
فترة العدوى
ربما قبل أن تبدأ الأعراض ولكن غالبًا عند ظهور الأعراض. (التفاصيل ليست معروفة بعد للعلم).
التصور المستجد لأعراض الفيروس التاجي (كورونا)
نظرًا لظهور الفيروس التاجي COVID-19 في ديسمبر فقط فإن مركز السيطرة على الأمراض لم يحدِّد الأعراض المختلفة بعد أو مدى تفشِّيها إلى جانب الأعراض الثلاثة الأكثر شيوعًا. يقول ريتشَرد كوارتارون، المتحدث باسم مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها لـ Elemental: ” ليس لدينا المزيد من التفاصيل في هذا الوقت، حيث توجد مجموعة من الأعراض المحتملة للأشخاص المصابين بـ COVID-19″.
وعلى الرغم من ذلك، درس الباحثون مؤخرًا 138 شخصًا يعانون من حالات متقدمة من الفيروس أدْخِلُوا إلى المستشفى بسبب الالتهاب الرئوي بعد إصابتهم بـ COVID-19 في ووْهان في الصين. أوضح البحث الذي نُشر في 7 فبراير في JAMA بيانات أولية تظهر النسبة المئوية للمرضى الذين يعانون من هذه الأعراض:
- الحمى: 98.6٪
- الإعياء: 69.6٪
- السعال: 59.4٪
- الأوجاع: 34.8٪
- صعوبة التنفس: 31.2٪.
- الغثيان: 10.1٪
- الإسهال: 10.1٪
- الصداع: 6.5٪
- القيء: 3.6٪
لكن هؤلاء كانوا مرضى يعانون من أعراض شديدة وكان نصفهم تقريبًا يعانون من حالات طبية موجودة مسبقًا بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب؛ لذلك قد لا تمثل الأرقام كيفية ظهور المرض عادة في الأفراد الأصحاء.
في بحث آخر نُشر مؤخرًا عن طريق المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، كان هناك 81٪ من 44،672 حالة فيروس تاجي خفيفة، بما في ذلك بعض الحالات التي كانت فيها الأعراض مثل الإنفلونزا البسيطة والبعض الآخر مثل نزلة البرد الطفيفة. بلغ معدل الوفيات الإجمالي في الدراسة 2.3٪، ولكن خارج مقاطعة هوبي، وهو مركز تفشي المرض بلغ معدل الوفيات 0.4٪. على سبيل المقارنة، يبلغ معدل الوفيات للإنفلونزا الموسمية حوالي 0.1 ٪.
الأعراض الخطيرة
تحذير مهم لجميع الأعراض المكتشفة: لا يوجد مرض معين يظهر بنفس الأعراض في كل شخص أو كل حالة، حيث يوجد العديد من السلالات المختلفة من البرد والإنفلونزا والنوروفيروس بدرجات متباينة من التأثير. على سبيل المثال، لا تكون الإنفلونزا في بعض الأحيان مصحوبة بحمى. يمكن أن تحدث الأعراض النادرة. قد يعاني الأطفال وكبار السن وأي شخص يعاني من مشاكل صحية حادة من أعراض أكثر خطورة من الآخرين. هنا قائمة من عشرات الأعراض الخطيرة التي يجب أن تؤدي إلى عناية طبية فورية:
- النوبات
- آلام في الصدر
- صعوبة في التنفس أو سرعة في التنفس
- حمى تستمر لأكثر من أربعة أيام أو ترتفع فوق 40 درجة مئوية
- الحالات التي تتجاوز المدة المعتادة
- الحالات التي تتحسن ثم تسوء
- الجفاف الشديد
- تحول الشفاه أو الوجه إلى اللون الأزرق
وهناك بالطبع العديد من الأمراض الأخرى التي قد تبدو شبيهة بالبرد أو الإنفلونزا في البداية ولكنها تتطلب عناية طبية فورية. منها:
- قد تبدأ الحصبة في الغالب بأعراض تشبه البرد ولكنها مصحوبة بطفح جلدي وتميل إلى ارتفاع درجة الحرارة إلى 40 درجة مئوية.
- يبدأ النكاف (التهاب الغدة النكافية) شبيهًا بالإنفلونزا، ولكنه يتورم عادةً في الغدد اللعابية مما يتسبب في انتفاخ الخدين وتورم الفك.
- يميل التهاب الحلق العنقودي إلى البدء بسرعة مع التهاب الحلق والبلع المؤلم. (Strep عبارة عن عدوى بكتيرية وليست فيروسًا، ويمكن معالجتها بشكل فعال بالمضادات الحيوية التي لا تؤثر على الفيروسات).
يمكن للحساسية الموسمية أيضًا أن تحاكي أعراض البرد والإنفلونزا. ولكنها غالبًا ما تتميز بحكة ودموعٍ في العينين كما أنها ليست شائعة في نزلات البرد أو الأنفلونزا أو الأمراض المعدية الأخرى. الحساسية لا تسبب الصداع أو آلام العضلات. وبطبيعة الحال يمكن أن تستمر لعدة أسابيع.
لا تنشر الفيروسات، انشر الكلمات فقط
تطورت الفيروسات عبر ملايين السنين لتصبح قادرة بشكل كبير على البقاء خارج جسم المضيف وإصابة جسم آخر (الانتقال الفيروسي) ببساطة عن طريق الهواء أو رذاذ العطس أو السعال، حتى أن التحدث قد يُطلق قطرات تحتوي على فيروسات تبحث عن مضيف جديد لها، ويقول مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها: “يمكن أن تُستنشق هذه الفيروسات مع القطرات التي تخرج من أفواه الأشخاص القريبين أو أنوفهم”.
يمكن للفيروسات أن تنتشر حينما يلمس الشخص المصاب وجهه ثم يُصافح شخصًا آخر، أو لمسه لمقبض الباب، أو حتى حينما يُحضِر الطعام، إن فيروسات الإنفلونزا تبقى صامدة في الجلد لمدة 15 إلى 20 دقيقة وتبقى لساعات على الأسطح الصلبة. هناك بحث جديد عن فيروس كوڤيد- 19 المستجد يرجح أن فيروس كورونا يستطيع البقاء لأيام قليلة على الأسطح.
إذا كنت تشعر بالمرض أو بأي من هذا (سعال أو حمى أوعطس أو تقيُّؤ):
- ابقَ في المنزل واحجر نفسك.
- تجنب لمس عينيك وأنفك وفمك.
- التزم بطرق الوقاية الصحية في حالات العطس والسعال (استخدام المِرفَق وليس الكف)
- طهِّر مقابض الأبواب والأسطح الرخامية والألعاب وأي سطح صلب قد ينقل الجراثيم.
- اغسل يديك جيدًا وباستمرار بالماء والصابون لمدة 20 ثانية (معقم اليدين قد يكون مفيدًا إذا اُستخدم جيدًا).
- وأعتذر! لكن عليك تجنب المصافحة والعناق وحتى التقبيل (نعم. مع أن اللعاب يحتوي على أجسام مضادة وإنزيمات تقلل من خطر الإصابة بالعديد من الفيروسات، لكن من الممكن أن تصاب بالإنفلونزا والميكروبات الأخرى عن طريق التقبيل كما يقول مايكل بنينجر، طبيب من كليفلاند كلينك، ويتفق مع في ذلك خبراء آخرون).
إذا شعرت بأنك مريض للغاية، ولديك أي من الأعراض السابقة بشكل فِعلي ، ولديك شكوك حول إصابتك بفيروس كورونا لأنك عدت أخيرًا من بلد موبوءٍ أو جالست شخصًا مصابًا، دع كتابك الذي في يدك وانسَ الشوربة التي تطبخها الآن وتوجه إلى طبيبك فورًا لبدء إجراءات الحجر الصحي.
إن فيروس كورونا يتطور بشكل سريع جدًا، لذلك تابع المستجدات في موقع مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها، كما يمكنك متابعة المستجدات من خلال وزارة الصحة ببلدك.
إذا كنت تمر بنوبة هلع بسبب هذا الموضوع، يمكنك زيارة: Crisis Text Line
بقلم: روبرت روي بريت | ترجمة: فريق ترجمات كلمة | تدقيق: عهود المخينية | المصدر