عجائب رواية يوليسيس لجيمس جويس
قال جيمس جويس ذات مرة لصديقه فرانك بودغن:
إذا واجهتك صعوبة في قراءة ما أكتبه؛ فذلك يعود إلى المادة التي استنبط منها المعلومات، فدائمًا ما تبدو هذه الأفكار بسيطة بالنسبة لي
عند قراءة رواية “يوليسيس” المُحيِّرة بأساليبها التجريبية المُضللة، ولغتها المحبوكة بطريقة خارجة عن المألوف؛ فإن إطلاق الحكم بأن النص يتسم بـ”الصعوبة” يقلل من شأن خبرة قارئها. نجد هذا الموقف -في صفحات الكتاب- موجه من جيمس جويس إلى الكاتب المسرحي النرويجي هنريك آبسن، ويحمل قدرًا كبيرًا من الحماسة والإعجاب.
ويكشف لنا ديكلان كيبيرد في روايته ( يوليسيس ونحن: فن الحياة اليومية) تفسيرًا سخيًا إلى حد ما؛ فيصف الرواية بـ”سِفر الحكمة” عن الحياة اليومية في هذا العالم. أعتقد أن المفتاح لفهم عبقرية وثراء رواية يوليسيس يعد إلهام جويس البسيط المستوحى من الأفكار المتداخلة، ويرصد فيها جولة بمدينة دبلن، يصف رائحتها وأصواتها، وحامِلي الإعلانات المتجولين، والأسرَّة النحاسية المُجلجلة، وجبنة غورغونزولا، والنبيذ الفرنسي، والترامات وحاناتها خلال أربع وعشرين ساعة فقط.
هذه الأداة الملحمية المليئة بالانسجام تجذبنا لاستكشاف اللوحة الشاسعة لهذا العمل، وأعني بعبارة “انسجام” أي عندما يكون عنصر ما ـجسم أو عاطفة أو معرفةـ يتوافق مع عنصر آخر لتكوين اتصال ذي مغزى.
وتُعد هذه الرواية محاكاة للملحمة الشعرية “أوديسة” للشاعر هوميروس، ويظهر ذلك جليًا في فصول الرواية الثمانية عشر؛ فيروي فيها هوميروس قصة أوديسيوس -الذي كان معروفًا باسم أوليسيس في أساطير الرومان- البطل الإغريقي ومغامراته الملحمية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وفي طريق العودة لوطنه إيثاكا ولمِّ شمل المملكة والعودة لزوجته المخلصة بينيلوب -التي حاصرها بعض الخاطبين- وابنه تليماخوس.
إن الانسجام بين هذه القصة والتي بالأحرى تبدو كيومٍ هادىء في دبلن غير بديهي على الإطلاق، إذ تُعد هذه المواقف شبيهة بملحمة أوديسيوس في رواية يوليسيس.
ليوبولد بلوم (بولدي): مندوب إعلانات، يغادر منزله لحضور الجنازة ثم العمل، مع العلم أن زوجته مولي (يبنيلوب) تعتزم إقامة علاقة غرامية في ذلك اليوم مع بليز بويلان.
ستيفن ديدالوس: الشاعر الشاب والمفُكِّر الذي يعيش حياةً بُوهيمية -بعض الشيء- في برج مارتيلو مع المُنافق والثرثار والمرِح باك موليغان. تتعارض طرقهما -ديدالوس وبلوم- ليلًا ونهارًا إلى أن يلتقيا ويتبادلا الحديث حول مواضيع مختلفة، ويعتني بلوم بالثمل ستيفن، ويدعوه ليبقى في منزله ليلًا.
إذن الانسجام ليس بالضرورة أن يكون بإيجاد أوجه التشابه بين الحياة اليومية وملحمة هوميروس، بل ما يثيره هذا التوافق من علاقات ومقارنات تقودنا للتأمل. غالبًا ما يكون هذا التأثير هزليًّا (مُساهمة أوديسيوس في حِصار طروادة قد اختُصرت بحصار بلوم للمُعلنين المحتملين)، وفي كتابه قال جويس “لا يوجد بها سطرٌ واحد له معنى” ولكن بعض التشابهات يكون لها معنى عميق؛ فعلى سبيل المثال يفتقد بلودي ابنه الحقيقي “رودي” وتأثرت علاقة بلودي بزوجته سلبيًا عقب موت ابنه، ما يشبه ستيفن (المقابل له تليماخوس الابن) والده الحقيقي سيمون ديدالوس كثيراً من ناحية إبداعه اللفظي وإفراطه في الشرب. ربما كان بإمكان ستيفن استخدام طابع الاهتمام وانتهاج أسلوب بلوم العلمي؛ ففي رواية يوليسيس حتى الزواج الذي تفسده الخيانة يعتبر شيئًا مُبهجًا. إن تعلمنا كيفية قراءة رواية يوليسيس، فإن ذلك يقودنا لفهم دهاء البشر بطرق تتحدى التوقعات المألوفة.
الدناءة لأجل الفن، مدى قبول رواية يوليسيس
“استقطبت رواية يوليسيس المثيرة والحديثة الرأي منذ البداية بعدما نشرتها سيلفيا بيتش في باريس عام 1922” تي إس إليوت
وصفها إليوت بقوله
إن استخدام جويس للأسطورة الكلاسيكية في تنظيم التجربة الحديثة، كان له الأثر الكبير في الاكتشاف العلمي، ونحن جميعًا مدينون لهذا الكتاب، ولا يمكن لأحد منا الفرار منه
كان العديد من القراء غير مستعدين لهذه اللغة الفظة، والتركيز المفصل لوظائف الجسم بما في ذلك النشوة الجنسية للإناث، وخطاب مولي بلوم الإباحي. لم يقتصر نجاح بينيلوب المعاصرة على تحدي أخلاق هوميروس المتمثلة في الوفاء فحسب، بل وأن تستمتع بخطيئتها من دون الإحساس بالذنب. بالنسبة لكثيرين بمن فيهم أولئك الذين قرأوا جزءًا فقط من الكتاب، أو الذين لم يقرأوه على الإطلاق؛ فقد كان فوضويًا وبشكل غير رسمي -أو كما وصفه جوزيف بروكس- كالمرحاض أو دفتر الهاتف أو صحراء جافة كدناءته.
ونشرت “ذا ليتل ريفيو” لأول مرة الرواية بشكل تسلسلي، وخضعت لمحاكمة أخلاقية، وحُظِرَت في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن ثَمَّ في المملكة المتحدة، وفي عام 1933، راجع القاضي وولسي قرار محكمة المقاطعة في الولايات المتحدة، ولاحظ أن انحطاط رواية يوليسيس لم يكن بغرض البذاءة.
وفي أستراليا، فإن الأخبار سواء أكانت بذيئة أم لم تكن؛ فإنها استغرقت وقتًا طويلًا لكسرها؛ إذ صرحت “جريدة ساعي البريد” في بريزبن الصادرة في 19 سبتمبر/أيلول 1941 -بعد أن توفرت مجانًا للجمهور الأسترالي على مدار العشرين عامًا الماضية- بأن “وزير الجمارك حظر رواية يوليسيس”، ولم يُرفع الحظر حتى تولي “غوف ويتلام” السلطة عام 1972؛ فأعطى زوجته نسخة من هذا الكتاب المحظور.
قصة الحب المُدمرة
تجتمع أعداد من الناس من حول العالم سنويًا، يوم 16 يونيو/حزيران، لقراءة ومناقشة الرواية أو لتمثيلها على خشبة المسرح، ويُعد هذا أحد الإنجازات المستمرة التي حققها جويس. إن رواية يوليسيس ليست فقط كبسولة جويس الزمنية في ذلك اليوم في دبلن من عام 1904، ولكنها تعد أيضًا نصبًا تذكاريًا لحبيبته وشريكة حياته “نورا بارنكل”. ففي مثل هذا اليوم من عام 1904، خرجت نورا في موعدها الأول مع جويس، وأفصح -وفق وصفه- لها في رسالته بأنها “علاقة مُقدسة”. في أواخر ذلك العام، رحلا سويًّا إلى مكان بعيد في أوروبا، ورغم ذلك عند عودته النادرة إلى دبلن بعد خمس سنوات، زعم أحد أصدقاء جويس -يدعى “فينسنت كوسغريف”- أنه كان على علاقة بها قبل جويس، وانتابت الشكوك جويس وأقضت مضجعه، وأصبح مُحطمًا إلى أن طمأنه -في النهاية- صديقه العزيز “جي إف بيرن” أن هذه القصة كانت مجرد كذبة. بعد سنوات، نقل جويس عنوان بيرن إلى بلوم والذي كان في شارع إكسيل رقم 7. إن أزمة ثقة جويس بنورا ألهمته -بطريقة مؤلمة- الحدث الأكثر أهمية في رواية يوليسيس. في الواقع، سيرة بيتر كوستيللو المدروسة لجويس أشارت إلى أن تباهي كوزجريف ربما ليس بالضرورة أن يكون من فراغ.
إن الحبكة في ملحمة جويس ليست سوى خطين متوازيين لرسام خرائط، وهما المساران المتداخلان لمفهوم بلوم وجويس البديل عن الغرور، كالذي يحصل مع ستيفن ديدالوس، إذ يخرج ديدالوس وزميله باك موليغان من برج مارتيللو معًا، وهو متأكد من إعطائه المفتاح، بينما يخرج بلوم من منزله وينسى مفاتيحه، كلاهما مختلفان كُليًا؛ فإن ديدالوس لا يعلم أين سيقضي ليلة بأكملها!
إن الحلقات الست الأولى لرواية يوليسيس تترتب على النحو الآتي: أولًا ديدالوس وبعدها صباح بلوم مع عرض المونولوج الداخلي الكاشف عن أفكار أبطال هذه الرواية. في منتصف التسلسل، يخضع هيكل الكتابة واللغة ومنطقها في الأحداث اللاحقة لتجارب مذهلة. يشكل هذا التسلسل أوديسة جويس الخاصة به من ناحية أسلوبها ليأخذ القارئ في رحلة صعبة. في الحلقة السابعة -على سبيل المثال- حول “عولس” في مكاتب مجلة فريمانز ومجلة تلغراف المسائية، يعد عولس إله الرياح عند اليونان، وقد ربطها جويس بفظاظة مع علم البلاغة، ولقد عرض هذا التماثل على هيئة جدول لكل حدث على حدة، شرح فيه أسلوبه المستخدم وحيّر به الجماهير. بغض النظر عن حرصه الشديد؛ فإن الانطباع المضحك كما فعل سيمون ديدالوس عندما لعن -ومعه عدد من المتسكعين- هذا النثر اللين بشكل طائش، ومن ثَمَّ عادوا إلى الحانة.
ويستخدم التعبير البلاغي بكثرة في هذه الأحداث، تتخللها سلسلة من التعليقات على غرار أسلوب الصحيفة أو العناوين الفرعية بها، وتتضمن إشارات عدة؛ فمثلًا عند قولهم “انسياب الهواء” فإنهم يقصدون الثرثارين ناقلي الإشاعات في المكتب، وفي حالة تدهور المحامي “جي جاي أومولي”، وأيضًا عندما يقولون “توفير المال”؛ فإنهم يلمِّحون لحاجتهم اقتراض بعض النقود. لكن ما يبهرنا أكثر -في هذه الحلقة- طريقة استخراج جويس للمعنى ببراعة، ما يشير لتسلسل أوجه التشابه خلال الأجواء السياسية في عام 1904، والتي أشارت إلى الترابط الوثيق بين خضوع تاريخ أيرلندا (نوَّه عنها باستخدام عمود نيلسون، ومكتب البريد العام، الذي تنطلق منه عربات بريد صاحب الجلالة القرمزية)، وبين تطلعاتها القومية، وأخبرنا أن هذه الحلقة وضعت في (الساعة 12 ظهرًا)، وفي المكان الذي كانت فيه انتفاضة عيد الفصح عام 1916. يأتي بيان المحرر مايلز كراوفورد كئيبًا -على سبيل الثرثرة والمزاح السائدين في هذه الحلقة- فالخطابات المنمقة والمثيرة للاشمئزاز “تزيد الطين بِلة” وتثبت هذا التنبؤ. في الواقع، لم تُحرق هذه المكاتب في عام 1916، وقد بدأ جويس عام 1917 للتخطيط لهذه الحلقة.
وتتمثل الحلقات التالية في تاريخ الأدب الساخر الإنكليزي، حلقة “ثيران الشمس” ودراما خيالية تفوق التصور في تلك الليلة في البلدة، وحلقة “سيرس” حين يبدأ الجماد كالصنوج والصابون، والطائرات، والغاز بالحديث. أما حلقة “إيثاكا”، يكتب جويس الشعر والجمال بشكل مثير للإعجاب من خلال التقنية العلمية والتعاليم المسيحية الساخرة، وعلى ما يبدو تحوي قائمة كانت جُلها لبلوم. أخيرًا حلقة “بينيلوب”، العمل المُبهر المشهور لمسار مولي غير المنقطع من المونولوج المُدرك، وهو عدد كبير من القراءات البارزة في أنشطة بلوم اليومية. تعد حلقة “بينيلوب” ملحمة بحد ذاتها تستعرض مولي يومها وعشاقها السابقين وحتى بولدي نفسه، وتعطي مولي الكلمة الأخيرة.
المُماثلة في رواية يوليسيس
من المحتمل أن جويس قد استمد مبدأ المماثلة من مصادر عديدة، وكيَّفَها مع أغراضه الخاصة، واهتمامه المبكر بالفلسفة الصوفية والتقليدية نتج عنه فقدانه العقيدة الكاثوليكية القوية؛ فقد أثّر الشاعر ويليام بليك والفيلسوف السويدي والعالم اللاهوتي سويدنبورج على جويس في وقت مُبكرٍ جداً، كلاهما مهتمٌّ بفكرة المماثلة بين العوالم المادية والإلهية والمبدأ الروحي، وأن الظروف الأرضية تعكس الممالك العليا.
ويعبِّر بلوم في مقطع من حلقة “كاليبسو” عن فكرة مواكبة لهذا الشيء؛ فيزور جزار لحم الخنزير لشراء كلية للفطور.
عند مغادرته المتجر، يُحاكي بلوم الأشياء اليومية فيقول:
عربة الرش، لتجلبي المطر، كما في السماء كذلك في الأرض.
ويُكتب بنحو غامض في السطر الذي يليه:
بدأت غيمة تحجب الشمس ببطءٍ كُليًا، رمادية.. بعيدًا!
يجب ألَّا تكون هذه التجربة الدنيوية بلا معنى؛ فعلى سبيل المثال، الإشارات التي دلت عليها اللحوم في حلقة “كاليبسو”! ففي هوميروس “كاليبسو” هي الإلهة التي احتجزت أوديسيوس في جزيرتها لسنوات بسبب المتعة الجسدية، أما بالنسبة إلى بلوم، مشهد النقانق من زجاج نافذة محل الجزار، وهو يحاول إثارة رغبته بالفتاة المجاورة له “لحم الخنزير”؛ فهي ترتدي ملابس دينية شبه ممزقة وبدائية “دفاعًا عن الطريقتين كلتيهما”. بالنسبة لجويس؛ فإن الكنيسة والشرطة مرتبطتان بشكل وثيق بأعمال الاعتراف، وينغمس بلوم الآن في التذكر أو تخيُّل الفتاة التي تستمتع بعناق الجندي في حارة إكليس لين “إنهم يحبونه بشكل كبير، السجق الفاخرة”. لاحقًا، تربطنا تأملاته المتباينة حول اللحوم بالمواضيع العامة للجنس والموت والإعلان، وقد قرأ جويس في شبابه “مغامرات يوليسيس” للكاتب تشارلز لامب، وانجذب إلى عناصرها الخارقة للطبيعة. تتخلل يوليسيس تشابهات غريبة بين بلوم وديدالوس ومزاعم مختلفة، فمثلًا عندما يفكر بولدي في بليز بويلان يظهر على الفور، وستيفن الذي اشتكى من أسياد أيرلندا الثلاثة؛ فإنه في مشهد لاحق يدير رأسه فجأة ويرى سفينة ذات ثلاث صوارٍ، إنها ليست محض صدفة يفتعلها ديكنز، ولكنها تجربة واقعية تمتعت بروح عجيبة.
بلوم في بلاد العجائب
رواية يوليسيس عبارة عن كتاب حافل بالأحداث، الجدران والشوارع مليئة بصدى من الضحك والغناء والمزاح. حياة كاملة في المحلات التجارية، والحانات، وأماكن العمل، والديكور، والملابس، وعلامات الدعاية والأجهزة، وتدبُ الحياة في هذه الصفحات التي تمر عبر عقل ستيفن المولع بالفن وعقل بلوم العلمي ولكنه “مندهش”. إن كلمة “عجائب” هي إحدى كلمات بلوم المفضلة لديه، هناك الكثير من الأشياء التي قد نتعجب منها.
في الحلقة الأولى، يقف ستيفن على سُلم على البرج، وتطارده ذكرى والدته التي وافتها المنية:
صدح صوت بوك مليغان داخل البرج. اقترب الصوت أكثر من أعلى الدرج، ينادي من جديد، وسمع ستيفن وهو يرتعد من عويل روحه، وسريان أشعة الشمس الدافئة، وفي الأثير خلفه كلمات آليفة.
هل هذه مجرد هلوسة؟ أم أنها نتيجة ليلة من الإرهاق؟ أم استمرار للحزن الذي لم يحسم بعد عند وفاة والدته؟ وما الذي يمكننا أن نفهمه من تجربة بلوم المشابهة له في نفس الصباح؟
وأتت أشعة الشمس الدافئة تجري من طريق بركلي، بسرعة، في صندل أنيق، على الرصيف المنير. تجري، تجري لتقابلني، فتاة لها شعر ذهبي يداعبه الهواء.
إذن، بدأت السحب تغطي أشعة الشمس، فمن المحتمل أن تظهر “رؤية ستيفن” في وقت مماثل “لرؤية بلوم”، وإن اقترح كيبيرد الجميل أن هذه الرؤية نفسها “رؤية هوميروس” وأنها جذابة. إذن، على نحو مماثل، عندما يهلوِّس بابنته الغائبة “ميلي”، لكن السؤال هنا بماذا قد تفسر رؤية ستيفن المماثلة؟ الإجابة النهائية ليست بالضرورة قابلة للتحقق..
قال عنه أومبرتو: ” أيًّا كان ما نؤديه؛ فإن ملحمة جويس تُعد “عملًا مفتوحًا يدعونا لاستكشاف أنفسنا”. إن القيمة العظيمة لرواية يوليسيس أنها تكافئنا بشكل كبير لقاء مجهوداتنا الكبيرة.
بقلم: إس إف. ماكلارين | ترجمة: فاطمة الدلالي | تدقيق الترجمة: مريم الغافري | تدقيق لغوي: محمد الشبراوي | تحرير: بسام أبو قصيدة | المصدر