في مقابلةٍ لها مع صحيفة ذا كوريا هيرالد، تُناقش المُترجِمة الأدبية سورا كيم-رسِل الفُكاهة والتعقيد المُبطّنين خلف مصطلح “هان” في الأدب الكوري.

تُناقش المترجمة الأدبية سورا كيم-رسِل الفُكاهة والتعقيد المُبطّنين خلف مصطلح “هان” في الأدب الكوري.
يُعرف عن الأدب الكوري عامةً -كحال السينما و الفن الكوريَّين- تطبُّعه بالشؤم مُتأثِّرًا بمعاناة البلاد بعد الاحتلال الياباني وفقر ما بعد الحرب و متأثِّرًا أخيرًا بأعقاب كساد صندوق النقد الدولي.

ترى سورا كيم-رسِل أنَّ مصطلح “هان” الشائع ترجمته بـ”الخوف والحزن” ويُطبَّع به الفن الكوري، يحمل في طيَّاته لمحةً مُبطنةً غنيةً بالدُّعابة.

 

أجابت سورا كيم-رسِل في مقابلةٍ لها مع صحيفة ذا كوريا هيرالد عند سؤالها عن الخصائص التي يمكن أن تصف الأدب الكوري وصفًا دقيقًا للجمهور الدولي أنَّ “لكلِّ قارئٍ ومترجمٍ وجهة نظرٍ تخصّه وحده “
واسترسلت معبرةً عن رأيها قائلةً: “بالنسبة لي، أرى فيه الكثير من حس الكوميديا السوداء”


وأضافت: “برأيي هناك نزعةٌ لاعتبار الأدب الكوري أدبًا كئيبًا، واستخدام مصطلح “هان” هو ما يؤكدُّ ذلك، ولكن واحدةً من الطرق التي يُعبِّر بها الكوريون عن الحزن والكآبة هو عن طريق الدُّعابة. ويكون ذلك أيضًا من خلال الحزن بالتَّأكيد ولكن للدُّعابة تأثيرها البليغ، لذلك يمكنني القول أنَّ الحزن والقدرة على الضحك في الوقت ذاته هما ما يُميِّزان الأدب”
كيم-رسِل هي مترجمةٌ أدبيةُ كوريةٌ-أمريكية الأصل، وُلدت ونَشَأت في الولايات المتَّحدة وتعيش الآن في سيول عاصمة كوريا الجنوبية. وذكرت كيم-رسِل أنَّ الترجمة الأدبية لم تكن بالأساس توجهها المهني إلا أنَّها وجدت فيها تقاربًا مع اهتماماتها بالأدب والكتابة.
ومنذ ذلك الحين، حققت كيم-رسِل نجاحًا مُلفتًا في هذا المجال، ففازت ترجماتها بعدَّة جوائز من معهد ترجمة الأدب في كوريا ومؤسسات أخرى. ومن أعمالها الترجمية “أوقاتنا السعيدة” لغونغ جي يونغ و “سأكون هناك” لشين كيونغ سوك و “لا يمكن العثور عليه” لباي سوا، إضافةً إلى ذلك، فهي تبحث عن دار نشر لنشر مخطوطتها لرواية “الرَّماد والأحمر” لمؤلفها بيون هاي يونج.

وتُثمِّن كيم-رسِل في عملها الأخير في ترجمة رواية “الأميرة باري” للرّوائي الكوري هوانغ سوك-يونغ وجود حسّ الفكاهة غير المتوقع الذي كان مُضحكًا وساخرًا في نفس الوقت.
وقالت كيم-رسِل خلال حديثها عن ترجمة الفكاهة ” أرى أنَّ الفكاهة تفقد حِسَّها عند ترجمتها، لذلك أعمدُ إلى التركيز عليها كثيرًا حين تصادفني”
كما ركَّزت كيم-رسِل على تبايُن أصوات كُتَّاب الحقبة الاستعمارية مثل كيم يو جونغ وهيون جين-غون، الذين تُعدُّ أعمالهم ركائزًا مرجعية للأدب الكوري.
قالت كيم-رسِل: “أحد الكُتَّاب الذين أُفضِّلهم هو كيم يو جيونغ” مؤلف القصة القصيرة بعنوان “الربيع الربيع” وأطردت: “ما يعجبني في القصة هو أنَّها مُضحكةٌ زاخرةٌ بالفكاهة حيث تلتمس موضوعًا مأساويًا كاضطهاد العُمَّال بحسٍ كوميدي.
تقول كيم-رسِل أنَّ الكثير من القُرَّاء حول العالم يتعرَّفون على الأدب الكوري من خلال دور النَّشر كـشركة أرشيف دالكي للطباعة التي تحتضن مجموعةً من الكلاسيكيات الحديثة للأدب الكوري، كما حازت بعض الأعمال كرواية “النبَّاتية” للروائية المعاصرة هان كانغ على إعجاب الصحافة العالمية.
وأكَّدت كيم-رسِل على أهمية أن يكون لكل كاتبٍ أسلوبه المميز الذي يبرز من خلال ترجمته قائلة “إنَّ تعبير هؤلاء الكُتَّاب عما يجري هو أكثر تعقيدًا من كونه مجرد ملاحظة”

 

بقلم: كي اتش ديجيتال 2 | ترجمة: شيماء العبرية | تدقيق: سحر عثماني | المصدر

Exit mobile version