أثارَ الباحثون مَخاوِف مُتَعلّقة بتأثير الدردشات الآليّة الاجتماعيّة على الأفراد المتنوعين عصبياً، وأولئكَ الذين يعانون من اضطرابات التواصل الاجتماعي.
تُشير الدّراسة التي أجرَوْها إلى قُدرة أدوات الذّكاء الاصطناعي على مفاقمة العزلة الاجتماعيّة والاتكالية لدى الأفراد على الرغم من جاذبيتها الواعدة في التفاعل الاجتماعي الخالي من الأحكام.
كما يوضّح البحث افتقار روبوتات الدردشة الآليّة للمشاعر والمحادثات الحقيقيّة ممّا يقود إلى تعزيز العادات الاجتماعيّة غير المجدية.
بالتالي، يوصي الفَريق البحثي بإجراء دراسات متعمّقة ومتكاملة لفِهمِ هذهِ التأثيرات جيّدًا، ووضع قواعد محدّدة وتطوير الممارسات لاستخدام هذه الروبوتات.
الحقائق الأساسيّة:
- ربما تجذب برامج الدردشات الآليّة الاجتماعيّة أشخاصاً يعانون من طيف التّوحد والقلق الاجتماعي وممن لديهم صعوبة في التّواصل الاجتماعي على أرض الواقع، بحيث توفر لهم بيئة آمنة للتفاعل.
- تحذّر الدّراسة من أن الإفراط في استخدام هذه البرامج قد يعيق فرص تطوير المهارات الاجتماعيّة للمستخدمين، وتزيد من عزلتهم الاجتماعيّة.
- يدعو الباحثون لجمع أدلة أوسع تشمل آراء المعلّمين والمعالجين؛ لرسم مسار نحو استخدام روبوتات الدّردشة بشكل آمن وفعّال.
المصدر: جامعة جنوب أستراليا
حذّر باحثون أستراليون من مخاطر محتملة لاستخدام الروبوتات الآلية الاجتماعية، مؤكدين على ضرورة إجراء مزيد من الدّراسات المتعلّقة بتأثير برامج الذّكاء الاصطناعي على الأفراد المتنوعين عصبيّاً وأولئك الذّين يواجهون صعوبة في التواصل البشري.
وِفقاً لدراسة حديثة نُشِرَت في مجلة الإدمان السّلوكي Journal of Behavioral Addiction أجراها باحثون من جامعة جنوب أستراليا وجامعة فلندرز، تبيّن أنّ برامج الدّردشة الآليّة المدعّمة بالذّكاء الاصطناعي المناشدة للأفراد ذوي القدرات التواصليّة الضعيفة قد تعزّز العادات السيئة وتزيد من العزلة الاجتماعيّة.
ويشير الباحثون إلى إمكانيّة ديمومة صعوبة التّواصل لدى الأفراد الذين يعانون من اضطراب طيف التّوحد والقلق الاجتماعي كنتيجة لدمج روبوتات الدّردشة في منصات الشبكات الاجتماعيّة مثل: سناب شات.
يُشير أندرو فرانز، الباحث الرَئيسي في هذه الدّراسة والحاصل على مرتبة الشّرف في تخصص علم النفس من جامعة جنوب أستراليا إلى أنّ التقدم السّريع لروبوتات الدّردشة الاجتماعية يترتب عليه مزايا وعيوب تحتاج إلى دراسة.
كما يُضيف: ” غالباً ما يميل الشباب الذين يعانون من صعوبات في التفاعل الاجتماعي نحو تكوين صداقات مع روبوتات الدردشة الاجتماعية عبر الإنترنت، على وجه التحديد”.
وبالرغم من كونها وسيلة آمنة للتدرب على التفاعل الاجتماعي بمخاطر ضئيلة أو معدومة للتمييز على أساس المظهر أو أسلوب التواصل، إلا أنّ هناك خطرا من الاعتماد على هذه التكنولوجيا، الأمر الذي يُفضي نحو الانزلاق نحو التفاعل الافتراضي وانسحاباً يزداد من العالم الحقيقي.”
ومما يَرِد عن فرانزأيضاً أنّ ” انعدام إمكانيّة روبوتات الدّردشة من إجراء “محادثات” حقيقيّة وإظهار الدعم الحقيقي للآخرين أو الاستجابة لمشاعرهم قد يجعل الأفراد المتنوّعين عصبيّاً أكثر اعتمادًا على الدعم التكنولوجي ويعزز لديهم العادات المضطربة”.
تميل بعض برامج الدردشة الآليّة إلى امتلاكها صفة التبعيّة أي لا تُصدِر ردود فعل حادّة أو وجهة نظر معارضة كما هو الحال في المحادثات الحقيقيّة ممّا يسمح للمستخدم التحكّم الكامل بمجرى الحديث، أي إيقافه أو تأجيله أو حتى إنهائه. يشكل كل هذا نتائج عكسية ويعيق تنمية المهارات الاجتماعيّة في العالم الحقيقي .
على الرغم من إمكانيّة توفير هذه الروبوتات تجربة اجتماعيّة آمنة للأفراد بحيث تساعدهم في التخفيف من القلق الاجتماعي إلا أنَّ هذا الشعور بالراحة الزائفة لربما يتحول إلى اعتماديّة مفرطة على هذه الروبوتات، مما يؤثر سلبًا على العلاقات الاجتماعية الحقيقية.
عزّزت الأبحاث المرتبطة بالصناعة فوائد تطبيقات الدردشة الآليّة التّجارية، ولكن هناك حاجة إلى آراء الآباء وأفراد الأسرة والمعلمين والمعالجين للحصول على فهم أوسع لتأثيراتها وذلك وفقاً لما ورد عن الباحثين.
يقول فرانز: ” نحن بحاجة إلى إجراء مزيد من الأبحاث لفهم الآليات المتعددة التي يمكن أن تؤثر من خلالها تطبيقات الدردشة على من هم أكثر عُرضة للتأثّر بشكل سلبي والذين قد ينجذبون إليها بشكل خاص، وبهذه الطريقة توجد إمكانيّة لوضع سياسات مناسبة وتطوير الممارسات المتبعة في هذا المجال لتمكين استعمال تطبيقات الدردشة بطريقة آمنة”.
بقلم: كاندي جيبسون | ترجمة: شذا صعيدي | مراجعة: لمياء العريمية | المصدر