جرب هذه الاستراتيجيات الخمس لتخرج من روتينك المعتاد وتتيقظ للحياة من حولك، كما يراها المستكشف الحضري ايوجين كوين.
هذا المنشور جزء من تيد ضمن سلسلة “كيف تصبح شخصا أفضل”، والتي يتضمن كل منها نصائح عملية من منتسبي مجتمع تيد. لمشاهدة المنشورات كافة، اضغط هنا.
الملل، والرغبة في السفر، مشاعر تراودنا جيئة وذهابا خلال يومنا، ونميل عادة إلى إبعادها عنا، إلا أنه يوجد طريق لإرضاء كليهما دون الحاجة إلى جواز سفر وبلا أدنى تكلفة.
كيف؟ من خلال المشي المقصود في بلدتك أو مدينتك، كما يقترح ايوجين كوين، الذي يقود رحلات مشي غير اعتيادية في مسقط رأسه فيينا.
ويتابع قوله، “حين يتبادر للناس، في فيينا، الخروج في نزهة، تجدهم يفكرون بالذهاب إلى بحيرة أو منتزه. وهو ما أراه خاطئا؛ إذ أننا يجب علينا الذهاب للمشي في منطقة حينا بدلا من محاولة الهرب.”
إلام يشير بالضبط؟ “أغلق بابك في صباح يوم السبت، واذهب في اتجاه لم تسلكه من قبل. فقط استمر بالمشي في اتجاه معين لمدة ساعة، وشاهد ما يحدث.” كما يقترح عليك أيضا أن تفتح عينيك لاحتمالية إيجاد شيء ما عن طريق الصدفة، وإيجاد نفسك، والاستمتاع بحرية التساؤل بدون هدف.
وإليك مقترحاته الخمس حول كيفية الخروج في نزهة مقصودة.
تجاهل تطبيق الخرائط على جوالك.
عندما تمشي معتمدا على تطبيق الخرائط، فإن ذلك يوجهك لسلك طريق يوصلك إلى وجهتك في غضون خطوات معدودة. لذا ينصح كوين، بدلا من ذلك، بأن تكون ضائعا. لا تركز على جوالك؛ فهو جزء من المشكلة.” بل ركز على اللحظة والصُدف بدلا من التركيز على جوالك، ويوضح: “ستصلك إشعارات إعجاب على صورك على إنستجرام أو أيا كان، ولكن بإمكانها الانتظار.”
لا ترتدِ السماعات.
على الرغم من أنه من الرائع أن تطرب سمعك بغناء بيونسيه، إلا أنك بذلك “تخسر أكثر مما تجني.” كما يرى كوين. “فأنت بذلك تصبح وكأنك غير موجود في الحي الذي أنت فيه.” لذا عوضا عن ذلك، تناغم مع الإيقاع من حولك: المحادثات، ووقع الخطوات، وأصوات الدراجات، والسيارات، والحافلات، والشاحنات، وصفارات الإنذار، ونباح الكلاب، وزقزقة الطيور. “كن منفتحا للأفكار التي تراودك في تلك اللحظة من إيقاع الأصوات في مدينتك أو بلدتك،” كما ينصح كوين.
اسعَ للحصول على تواصل.
جميعنا نتفاعل عشوائيا مع الغرباء سواء بتعليق عابر أو مجاملة أو ابتسامة أو نظرة متبادلة، الأمر الذي يستمر لبضع دقائق، ومع ذلك يصنع يومنا. ويمكن أن تحدث هذه المصادفات في أي زمان ومكان، إلا أنها أكثر ما تحدث عندما لا تكون في عجلة من أمرك أو لا يكون لك وجهة محددة. يمكنك الدردشة مع موظف المقهى أو التبسم للمارة أو الإطراء أو السؤال عن اتجاه الطريق.
فكر كطفل.
يقول كوين، وهو أب لطفل عمره ست سنوات، يمكن أن تفضي صحبة الأطفال إلى خوض مغامرة. يقول ضاحكا “أوصي كل شخص بالحصول على طفل إن كان ذلك متاحا”. فبإمكان الأطفال التنبه للأشياء والنباتات والأعمال والأشخاص الذين لم تلاحظهم من قبل، ويسألون أسئلة لم تُلقِ لها بالا مسبقا. وقد يجعلونك تشاركهم الجري أو القفز.
يقول كوين، “تعلمت الكثير من ابني فيما يتعلق بالتنقل في الأماكن العامة، وتكوين الأصدقاء، والرقص بلا سبب. فعلى سبيل المثال، اعتدنا التلويح بأيدينا كل صباح للسائقين في مترو الأنفاق. ففي أول مرة قمنا فيها بذلك، ظن السائقون وجود خطب ما، فأصبحوا يسيرون ببطئ. أما الآن فأصبحوا يلوحون لنا في المقابل، وينيرون الأضواء، ويزمرون على البوق. فقد أصبحوا يعون الآن بأنه يوجد أخيرا شخص يعترف بحقيقة وجود سائق هناك.”
وحتى إذا ما احتجت لشخص يافع تتجول معه، بإمكانك تبني سلوك طفولي في نزهتك، أو كما يطلق عليها كوين، “انفتاح متزايد.” ومن ذلك، على سبيل المثال، أن تتخيل نفسك زائرا من كوكب آخر. ما الذي سيتبادر إلى ذهنك بشأن الأشخاص المارين من حولك؟ ماذا عن المباني؟ وما المناظر أو الممارسات التي قد تثير دهشتك أو اهتمامك؟
اختر منظورا روائيا تتفحص به الحي.
حين انتقل كوين، كمواطن في لندن، لأول مرة إلى فيينا، كان عاطلا عن العمل. وخلال بحثه عن وظيفة، وجد حيزا بيئيا غير مستغل بين عروض السياح: جولات مشي بحس فكاهي. يقول، “وجدت فرصة يمكن انتهازها مع صورة فيينا، فهي مدينة معروفة بجمالها. وخلال جولتنا، مررنا بالعديد من المباني الجميلة، إلا أنني طلبت من الناس عدم النظر إليها والاكتفاء بالنظر للأخطاء فقط.” كما تستعرض جولة أخرى من جولاته 20 رائحة في فيينا: 14 روائح جميلة و 6 روائح سيئة.
فلتنتهج روح كوين، وتخرج بفكرة مميزة تعبر عن نزهتك. ربما تتحسس الطريق من حولك بأنفك، أو تقرر أن تركز على الأصوات، وهو ما يطلق عليه كوين “الاندفاع والجريان”، أصوات الشوارع أو تغير لوحات الألوان أو الأشجار أو حياة النباتات (ومن بينها الأعشاب الضارة). أو بإمكانك تقييم أي مكان اعتمادا على سؤال كوين: “ما مدى متعة التنزه فيه؟”
وكما هو الحال مع أي رحلة، لن تكون نزهتك بأكملها عبارة عن مناظر ساحرة ومقايضات لا تنسى. يقول كوين، “لا بد من وجود شيء من الملل، فذلك جزء من النزهة كما أنه جزء من السفر بشكل عام، ولكن كثرة الملل فيها هو ما يفقدك متعتها.”
شاهد حديثه في TEDxVienna هنا:
بقلم: دانييلا بالاريزو | ترجمة: أصالة الناعبية |تدقيق: لمياء العريمية| المصدر