هل رأيتم الرسم أعلاه؟ هو صادم بكل ما تحمله الكلمة من معنى. دعوني أشرح لكم.
منذ وقت ليس ببعيد، وإثر مشاهدة إخفاق الحكومة الأميركية وقادتها في الاستجابة لڤيروس كورونا المستجد، كتبتُ مقالًا قصيرًا بعنوان “أميركا تنتحر اقتصاديًا” وها أنتم اليوم يا رفاق وبعد أيام قليلة تشاهدون دليلًا حيًّا على ما كنتُ أتحدث عنه.
وبعد أسبوع آخر وحتى الآن، تَقدم 17 مليون شخص بطلب معونة البطالة. هل يعد ذلك رقمًا كبيرًا؟ يبلغ عدد القوى العاملة في الولايات المتحدة 165 مليونًا ، أي أن نسبة 10% منها تقدمت بطلب المعونة. عشرة بالمائة!
والأسوأ، أن ذلك حدث في غضون ثلاثة أسابيع فقط. أي بمعدل 3.3% في الأسبوع. وبهذا المعدل، فإن مآل ربع النظام الاقتصادي إلى البطالة حتمي بحلول الأسابيع الثلاثة والنصف القادمة. ماذا يحدث إذا بلغت نسبة البطالة في المجتمع 25% تقريبًا؟ عادة، تعمّه الفوضى والاضطراب. وإذا بلغت 40%؟ فإنه يثور ضد الاستبداد.
ذلك برهان واضح لحقيقة بسيطة ومروعة. ڤيروس كورونا صدمة لم يشهد الاقتصاد الحديث مثلها قط. وقَطُّ كلمة كبيرة، لكنها في هذه الحالة مؤكدة. حتى الحروب والزلازل لا تُحدِث فجوة في القوى العاملة في غضون أسابيع. ليست لدينا خبرة حقًا في مجابهة مثل هذا الحدث في التاريخ الحديث.
والأهم أن كتاب القواعد لم يُجدِ أيضًا ولن. نحن الآن خارج حدود دائرة الهدوء المعتادة، والعمل وفقًا لقواعدها ما هو إلا سكب للزيت على النار. ومع ذلك، هذا ما فعلته الحكومة الأميركية بالتحديد.
دعمت تلك التدابيرُ المتخذةُ المشاريعَ التجاريةَ وأعالت الأسَرَ لأسبوع واحد فقط. وبالإضافة إلى أنها لم تُدرَس بشكل جيد، فهي مبهمة، ولم يعرف أحد كيف بإمكانه الحصول على المعونات المالية الشحيحة التي تتخللها الشروط مما صعّب الحصول عليها. كان ينبغي أن يكون تلقي الدعم سهلًا، إلا أنه كان أمرًا صعبا. وكان ينبغي أن يكون بسيطًا إلا أنه كان معقدا. كان ينبغي أن يكون مباشرًا للجميع إلا أنه ترك الجميع في حيرة. والنتيجة؟
فقدان هائل للثقة؛ وهي المفتاح لتجنب الكساد، مثلما قال كينز قبل قرن من الزمن تقريبًا. ولهذا، قامت المشاريع التجارية المتخبطة وغير الواثقة والمتخوفة بتسريح موظفيها بصورة جماعية. لذا، تقدمت أعداد كبيرة من الناس بطلب معونة البطالة. وهذا ليس إلا غيضٌ من فيض. لماذا؟
لأن ڤيروس كورونا لم يبلغ الذروة بعد، إلا أنَّ 10% من القوى العاملة تقدمت بطلب معونة البطالة فعلًا. وما هي الحصيلة النهائية المحتملة؟ 20%؟ 30%؟ هذه الأرقام الآن ليست ضمن حيز المستحيل.
ماذا يقصدون حقاً؟ مع فقد الناس لمصادر دخلهم وجب عليهم أن يبدؤوا في السحب من مدّخراتهم من أجل البقاء. لكن الغالبية العظمى من الأميركيين ليس لديهم مدخرات كافية. لذا يضطر الناس لبيع ممتلكاتهم. والنتيجة المباشرة لموجة البطالة العارمة هي أن الناس سيفقدون مصادر دخلهم أولا، ثم مدخراتهم، ثم منازلهم. لن يجعل هذا الأمر الكثير من الأميركيين مفلسين بشكل مؤقت فقط، بل فقراء بالفعل على المدى البعيد. ستختفي بين عشية وضحاها الأملاك التي عملوا جاهدين لتأسيسها. (بمعرفة الرأسمالية الأميركية، من المحتمل أن يتسلل المُقرضون الجشعون، و يوفروا لهم خط حياة خَفِيًّا – المزيد من تضييق الخناق، أيْ دَيْنٌ لا نهاية له و لا يمكن سداده، دَيْنٌ تعجيزي).
وما أن يصبح الناس أكثر فقرًا بشكل دائم، -إذ بالطبع، بالكاد لديهم ما ينفقونه- حتى يصطدموا بحلقة مفرغة من التقتير والكآبة. إلى أن يتحقق توازن جديد ربما – فشُحُّ الأعمال يؤدي إلى انخفاض في عدد الوظائف ومصادر الدخل، والفرص وانخفاض هائل في الإمكانات البشرية.
وهذا هو ما يعنيه الاقتصاد حقًا: ليس الأسهم أو السندات أو أرباح الشركات – ولكن الإمكانات البشرية. إذا كنتَ تريد حقًا التفكير جيدًا في ڤيروس كورونا – أو أي صدمة أخرى – فهذه هي الطريقة . لذلك دعونا نناقشها قليلا.
انفجار! سينهي ڤيروس كورونا مهمة بدأت بشكل جدي منذ حوالي عقدين: وفاة الطبقة الوسطى الأميركية. بدأت في التقلص نتيجة خيارات اقتصادية سيئة – وفي حوالي عام 2010، ولأول مرة في التاريخ، أصبحت الطبقة الوسطى الأميركية أقلية. إن التأثير المحتمل على المدى البعيد لڤيروس كورونا هو محو الطبقة المتوسطة في أميركا. لماذا؟
ليس فقط لأن الناس سيفقدون مصادر دخلهم، ثم مدخراتهم، ثم ممتلكاتهم؛ . ولكن لأن الكثير من الوظائف التي تدمَّرُ الآن ربما لن تعود. هناك خيال لدى الاقتصاديين الأميركيين، وهو أنه بمجرد انتهاء هذا الأمر، سترتد الأعمال فجأة، ونظرًا لعدم وجود خبرة حقيقية في كيفية عمل مجالس إدارة الرأسمالية الضخمة، فهم مخطئون للغاية.
من المحتمل أن العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تغلق أبوابها في الوقت الحالي قد انتهت إلى الأبد. سوف يعلن مالكوها إفلاسهم. هل تعتقد أنهم سيتمكنون فجأة من بدء أعمال تجارية جديدة، في اللحظة التي تنتهي فيها كل هذه الفوضى؟ بالطبع لا. لن يقتصر الأمر على تورطهم ببيع أملاكهم، لأشهر أو سنوات ومعاناتهم لوضع حدٍ لذلك فقط، بل سيعترف الكثير منهم بالهزيمة بكل بساطة، وأنَّ مخاطرة أخرى في إدارة الأعمال قد تكلفهم ما لا طاقة لهم به.
وفي الوقت نفسه، ستحصل الشركات العملاقة على يوم ميداني بمجرد انتهاء كل هذا. لديهم الكثير من المخزون النقدي – لدرجة أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون به. هذه فرصة ذهبية لهم لشراء العقارات بسعر زهيد. سواء كانت متاجر أو مصانع أو آلات وما إلى ذلك. خذ، على سبيل المثال، التوجه القاتم والغريب لسوق الإسكان الأميركي الذي تسيطر عليه الشركات العقارية العملاقة أكثر فأكثر كل عام، والتي تشتري المنازل في الأوقات العصيبة، وتؤجرها مرة أخرى إلى مالكيها السابقين. إلى أي مدى سيكون حالهم أفضل في نهاية كل هذا؟
يمكنك أن ترى بالفعل أن ڤيروس كورونا يعزز ثروات الرأسمالية الضخمة، في الواقع. لا تحتاج شركتا أمازون وغوغل إلى إمدادات مالية، بل على خلاف ذلك، ستكسبان أموالا طائلة. تشهد أسهم الرعاية الصحية ازدهارًا، وكذلك الأسهم المالية. لماذا هذا؟ لقد قامت جميع هذه الشركات بخصخصة السلع العامة بشكل فعال، وبالأخص في أوقات الأزمات، فإنها تجني مبالغ ضخمة من المال، وسيدفع الأمريكيون الكثير مقابل الأشياء التي يجب أن تكون عامة. فأمازون، على سبيل المثال، مدعومة بشكل فعال من خدمة البريد – والتي، في الوقت نفسه ، ” ستُفلس”.
إن اتجاه الرأسماليين بشدة إلى احتكار الاقتصاد بشكل مطلق من المرجح أن يتزايد بسرعة إلى حد كبير بفعل ڤيروس كورونا، مع انقراض عدد هائل من الشركات الصغيرة والمتوسطة. فكر في الأمر ببساطة. اليوم، ربما تنفق الجزء الأكبر من دخل أسرتك في أمازون – وهو اتجاه آخذ في الازدياد لدى الكثيرين، ولكن تلك الأموال تذهب لتصنيع القنابل النووية. في هذه الأثناء، وبسبب ڤيروس كورونا، الجزارُ والخبَّاز ومُصَنِّع البيرة المحليُّون في طريقهم إلى الإفلاس. انظر لمسار هذين الخطين، هل هما متقاربان؟
في النهاية ، ما سيبقى من حطام اقتصاد كهذا هو مجرد عدد قليل من الشركات الضخمة التي تحتكر معظم الاقتصاد. هذا هو الوضع في أميركا بالفعل، نعم. إلا أنه سيغدو واقعيا أكثر في الأيام المقبلة..
مثل هذا الاقتصاد ليس اقتصادًا عمليًّا حقًا – إنه اقتصاد سوڤييتي. لماذا؟ تمامًا كما هو الحال في الاتحاد السوڤييتي، لا تتمتع الاحتكارات الضخمة بحافز حقيقي لتقديم سلع أو خدمات بأي جودة حقيقية – أو حتى على الإطلاق. نتيجة لهذا، يواجه الأميركيون، مثلهم من قبل السوڤييت، نقصًا مزمنًا ومستمرًا: في الطب والرعاية الصحية والغذاء اللائق والمال نفسه وحتى في المياه الصالحة للشرب الآن في العديد من الأماكن. هذا الاتجاه سوف يتسارع أيضًا، نتيجة لڤيروس كورونا – سيتحول الاقتصاد من التضعضع إلى الكساد التام.
ما أنواع الوظائف التي توفرها الشركات الضخمة اليوم؟
فيما مضى، وفَّرت تلك الوظائف التي عُرِف بها أميركيو الطبقة المتوسطة (أظن بأنها على الأقل لنوع معين من البِيض ذوي الأصول الجيدة)؛ استقرارًا وظيفيًّا مدى الحياة بفوائد سخية وضمانات موسَّعة. أما اليوم، لا يعدو ذلك أن يكون نكتة قاسية؛ فالأميركيون يعملون كالعبيد، ويزداد هذا التوجه بوتيرة متسارعة. تأتي الوظائف – إن أسعفك الحظ أن تمتلك واحدة- بدون فوائد حقيقية وبرعاية صحية رديئة وبدخل لا يكاد يرتفع أبدًا، وبإجراءات تقاعد تجعل التقاعد أمرًا بعيد المنال، بل حتى بوجود الوظائف متدنية الأجور “الماك جوب”، على مدى العقد المنصرم، ظهر ما هو أسوأ منها؛ الوظائف المؤقتة أو الدوام الجزئي.
إذن، عدد هائل من الأميركيين الذين عُدُّوا من الطبقة المتوسطة سالفًا، ليسوا إلا خدما يستنفدون طاقاتهم لخدمة الأثرياء في الآونة الأخيرة؛ يوصلون إليهم طعامهم، ويعتنون بحيواناتهم الأليفة، وينظفون منازلهم، ويأخذونهم من مكاتبهم الفارهة، إلى النوادي الفاخرة. ويتلقون مبالغ زهيدة مقابل ذلك. هذا هو وجه المجتمع المتقلب والمتدهور، فأولئك الذين كانوا من الطبقات المتوسطة والكادحة المزدهرة، انحطت مكانتهم وباتوا عبيدا لأسيادهم التكنوقراطيين؛ يؤدون أعمالهم المنزلية الوضيعة ومهامهم اليومية الروتينية.
فكروا مليا في إمكانية أن يسرِّع ڤيروس كورونا ذلك التوجه. هناك ذلك الشاب الذي كان شجاعًا بما يكفي ليحاول تأدية أمر مُجدٍ في حياته ومثير للانتباه – ربما باقتراض أموال طائلة – افتتح مصنع جعة مصغرًا، وسار العمل بشكل جيد إلى أن ظهر الڤيروس، لينزلق الاقتصادُ بعدها إلى هاوية لا قرار لها، وتوقفت الطلبيات، بعد انقطاع الزبائن، وإغلاق المطاعم، والحانات. وبالكاد قدمت له الحكومة معونة ضئيلة بعدِّه ربَّ عمل، أو أبًّا وزوجًا. وبإحباط، بدأ بتوصيل الشحنات لشركتي أمازون، وإنستا كارت في النهار، وعمل سائقًا لدى شركة أوبر في الليل. فبالرغم من كل شيء، يجب عليه سداد ديونه المتراكمة ببطاقاته الائتمانية، إنها حماقة بالطبع، بيد أنه ثمنٌ تدفعه ما إن تشتغل بالأعمال الحرة أحيانا.
وبعد ثلاثة شهور من انتهاء الڤيروس أخيرا، سيظل يعمل أعمالا مؤقتة وجزئية لتسديد ديونه، وسيفلس مصنعه الصغير، ببساطة، لأن كثيرا من زبائنه اختفوا الآن، يحاول جاهدا أن ينقذه، إلا أن الدَّيْنَ يغلبه، ليجرَّه ذلك إلى الاكتئاب؛ لا يستطيع النوم ولا الأكل ولا التفكير. هو مذعور طوال الوقت، لذا قرر بأنه قد طفح الكيل. وها هو ذا، بعدما كان رجل أعمال فخورًا بنفسه، ومبدعًا، وله حياة حافلة، أصبح اليوم مندوبًا لدى كل من أمازون وإنستا كارت، وسائقًا لدى أوبر. لم يعد لديه لا وظيفة ولا عمل حر، وربما لن يحصل على أي منهما مجددًا.
هل رأيتم كيف هُدِرت طاقة ذلك الشاب؟ حسنا، قيسوا ذلك على كل من ستتأثر حيواتهم. فكروا في حجم خسارتنا جميعا، سواء من الفن أو الأدب أو العلم أو حتى الإبداع البسيط في مثالي السابق. تأملوا كل من سيكون مآلهم إلى الفقر المدقع، وعدم القدرة على تحقيق أنفسهم أو أحلامهم الآن، وسيجبرهم الكساد الاقتصادي القادم على فعل اللازم لإنقاذ حياتهم فقط، والذي يعني -وفي ظل الكساد الذي يكسح الأغنياء والفقراء، المفترِس والفريسة على حد سواء- شيئًا قذرًا جدا كالعبودية الخوارزمية الجديدة، أن يصبحوا بشكل أساسي، خدمًا لفاحشي الثراء. فكروا في الرخاء الذي كانت عليه الطبقات المتوسطة والكادحة، ماذا يمكننا أن نسمي كل الطبقات الاجتماعية من العبيد المبجلين للأثرياء؟ ما الذي نخسره جميعا من انشغالهم بالتنظيف والسياقة وتوصيل الطلبات، عوض اكتشافهم -ربما- علاجات للأمراض التي تحل علينا؟
الإمكانية البشرية. بُف! تبخَّرت! وهذا ما يحصل حاليًّا، نتيجة فشل الحكومة الأميركية الذريع، في دعم ناسها أو اقتصادها بشكل جيد كفاية -إطلاقا، بالفعل- إبان جائحة عالمية.
يا لها من قصة مؤسفة، إلا أنها ستكون واقعَ ملايين الناس في الأسابيع الآتية، حالما يكتشف أميركيو الطبقة الوسطى والذين كدحوا طوال حيواتهم، من أجل رؤية بصيص ضئيل لأحلامهم، أن حيواتهم جلها هُدمتْ. لكنه ليس خطأهم؛ بل خطأ حكومتهم، والطبقة الرئاسية، والذين لم يبذلوا أدنى جهد لمساعدتهم، بل قدموا لهم الدعم مدة أسبوع واحد فقط خلال أزمة امتدت لأشهر.
بالمناسبة، ماذا يحدث عندما يكتشف الناس بأن آمالهم حُطمت؟ وأن أحلامهم سُحقت؟ حينما يرزقون حياة جديدة، لكنهم على ما يبدو أصبحوا فقراء بشكل دائم الآن؟ سيتجهون إلى ذوي النفوذ والغوغائيين، بكل غضب وخيبة أمل، وإحباط، وألم. وسيوجه هؤلاء بدورهم إصبع الاتهام إلى المغلوبين على أمرهم، وبأنهم تسببوا بكل مشاكل الاقتصاد والمجتمع. “هم سبب كونكم فقراء”، يصرخ ذوو النفوذ. في أمريكا، “هم” عائدة إلى المكسيكيين واللاتينيين، وفي بريطانيا إلى الأوروبيين، وفي الهند إلى المسلمين، وهلمَّ جرا على مستوى العالم.
عندما تتعرض المجتمعات للصدمات الحاصلة وتواجهها بالإهمال والحماقة والفشل، وأن تتدهور إثر ذلك طبقات مجتمعية بأكملها لتغدو أسوأ وضعًا وبشكل دائم، فهذا يعني بأن الديموقراطية آيلة للسقوط أيضًا. تأملوا ما حدث لجمهورية وايمار، ولروسيا السوڤييتية التي أصبحت تحت قيادة بوتين الآن، وتأملوا أميركا العصر الحديث. الانقلاب هو نتيجة مباشرة ومحتملة لانهيار الطبقة المتوسطة في أميركا، ومن المرجح أن ڤيروس كورونا سيعجِّل في وضع حدٍ للاستبداد في أميركا.
وبهذه الطريقة ينهار الاقتصاد أصدقائي، وما إن يحدث ذلك، حتى يميل المجتمع الصحي والعاقل والمتحضر إلى أن يتلاشى جراء ذلك. هل هذا هو مستقبل أميركا؟ هل هو حاضرها بالفعل؟ الجواب متروك لكم لتحكموا.
بقلم: عمير حق | ترجمة: فريق ترجمات كلمة | تدقيق: عهود المخينية | المصدر