تغيّر المناخ يمكن أن يغيّر حزام المطر الاستوائي للأرض، مما يهدد الأمن الغذائي للبلايين!

تشير دراسةٌ جديدةٌ إلى أنّ حدوث تغيير محتمل في أنماط حزام المطر الاستوائي يمكن أن يهدد سُبل العيش والأمن الغذائي لمليارات الأشخاص.

يجلب حزام المطر الاستوائي اليوم معه هطولًا غزيرًا على طول خط الاستواء ، ولكن مع ارتفاع درجة حرارة أجزاءٍ مختلفةٍ من الغلاف الجويّ للأرض بمعدلات مختلفة، من المرجح أن هذا الحزام سيتوقف لأنه ينجذب إلى مناطقِ الهواء الأكثر دفئًا – مما يهدد التنوع البيولوجي ويقضي عليه، ساحبًا معه المياه التي يعتمد عليها الناس، بما في ذلك المحاصيل قيد النمو.

قام الباحثون بتحليل 27 من أحدث النماذج المناخيّة للتوصل إلى استنتاجاتهم، لكن التأثير الكامل لأزمة المناخ على حزام المطر الاستوائي لم يتّضح إلا عندما عزلوا التأثيرات على نصفي الكرة الأرضية الشرقي والغربي، ودرسوها بشكل منفصل.

يقول عالِم الغلاف الجوي أنطونيوس مامالاكيس، من جامعة ولاية كولورادو:

“يوضح عملنا أنّ تغير المناخ سيؤدي إلى تحرك موقع حزام المطر الاستوائي للأرض في اتجاهين متعاكسين في قطاعين طوليين يغطيان ما يقارب ثلثي الكرة الأرضية، ولهذا آثار متتالية على توافر المياه وإنتاج الغذاء في جميع أنحاء العالم”

سيؤدي تحول حزام المطر الاستوائي جنوبًا -عبر شرق المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي في نصف الكرة الغربي- إلى زيادةِ المخاوف من الجفاف في أمريكا الوسطى وفقًا للتوقعات.

وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يتحرك الحزام شمالًا في أجزاء من النصف الشرقي من الكرة الأرضية ، بما في ذلك شرق إفريقيا والمحيط الهندي، وهذا سيجعل حالات الجفاف أكثر شيوعًا واستمراريّة في مناطق مثل جنوب شرق أفريقيا ومدغشقر، مع زيادة مخاطر الفيضانات في جنوب الهند وشدتها.

تعتمد كل هذه الإسقاطات على تقييم دقيق لحلقات من البيانات الواردة المختلفة التي من المحتمل أن تدخل حيّز التنفيذ خلال العقود القادمة – كيف تؤثر التغيرات في درجات الحرارة على الظروف، ثم كيف ستؤدي هذه الظروف المتغيرة إلى مزيد من التغييرات في درجة الحرارة، وما إلى ذلك.

يقول عالِم أنظمة الأرض جيمس راندرسون من جامعة كاليفورنيا ، إيرفين (UCI): “في آسيا ، ستؤدي الانخفاضات المتوقعة في انبعاثات الهباء الجويّ، وذوبان الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا، وفقدان الغطاء الثلجي في المناطق الشمالية بسبب تغير المناخ – جميعها إلى ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي بشكلٍ أسرع من المناطق الأخرى”.

“نحن نعلم أنّ حزام المطر يتحول نحو هذا التسخين، وأن حركته شمالًا في النصف الشرقي من الكرة الأرضية تتماشى مع هذه الآثار المتوقعة لتغير المناخ”.

يقول الباحثون إن التغييرات المهمة تجاه ما تُظهره هذه النماذج يمكن أن تحدث في وقتٍ مبكرٍ من مطلع القرن القادم، مؤكدين على الضرورة الملحة للسيطرة على انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

هذا مجرد واحدٍ من العديد من الآثار المثيرة للقلق لتغير المناخ والذي لن يجعل الأمر صعبًا لعيش حياةٍ طبيعيةٍ في أجزاء من كوكبنا فقط، ولكن ستدفع الظروف لحالةٍ اسوأ في نفس الوقت. بمجرد أن تبدأ أحجار الدومينو في السقوط، ستزداد صعوبة من أجل ضبطها بشكلٍ صحيح ، لذا فإن كل إجراء يمكننا القيام به الآن هو أمر أساسي.

يأمل العلماء أن الفهم الأعمق للمستقبل  – كما تقدم هذه الدراسة – سيدفع الأفراد والحكومات على حدٍ سواء إلى إجراء تغييراتٍ جوهريةٍ يمكن أن تمنحنا جميعًا مستقبلاً أكثر إشراقًا.

يقول المهندس المدني والبيئي إيفي فوفولا جورجيو، من UCI: “إنّ تعقيد نظام الأرض أمر مقلق، مع التبعيات وحلقات ردود الفعل عبر العديد من العمليات والمقاييس”.

تجمع هذه الدراسة بين النهج الهندسي أفكار النظام مع تحليلات البيانات وعلوم المناخ للكشف عن المظاهر الدقيقة وغير المعترف بها من قبل للاحتباس الحراري على ديناميات هطول الأمطار الإقليمية والظواهر المتطرفة.”

نُشر البحث في مجلة Nature Climate Change.


بقلم: ديڤيد نيلد | ترجمة: ثريا السالمية | تدقيق: سحر عثماني | المصدر

Exit mobile version