ما الذي يعرفه فيسبوك عني؟

لا يقتصر تعقّب فيسبوك على نشاطك في الموقع فحسب؛  بل يتتبع تواجدك على العديد من المواقع والتطبيقات. إليك كيف يحدث ذلك.

تتعدى معرفة موقع فيسبوك ملفك الشخصي لتصل إلى إعجاباتك ومفضّلاتك. ويحدث هذا نتيجة تزويدك لفيسبوك بهذه المعلومات. كما، ويقوم الموقع بتعقّب جميع نشاطاتك على المنصة.

قد تبدو فكرة وجود منصة تواصل اجتماعي غير مكلفة إطلاقًا مغرية جدًا. مع وجود 1.69 مليار مستخدم نشط في عام 2020، يضخون محتوى هائلا تتم مشاركته بصورة يومية.

ومع وجود هذا العدد الهائل من المستخدمين، فمن الطبيعي أن يتصفح محيطك من أصدقائك وعائلتك وحتى كلب الجيران الموقع.

معلوماتك الشخصية في قبضة فيسبوك

إذا لم يخطر ببالك عن كمّ ونوع المعلومات التي يعرفها فيسبوك عنك، فربما قد تنصدم! إليك بعض الأشياء التي من المحتمل أن فيسبوك يعرفها:

وأكثر من ذلك بكثير!

قد يبدو الأمر غريبًا كونك  لم تزوّد فيسبوك إلا بقدرٍ قليل من المعلومات الشخصية عند تسجيلك في المنصة. مثلما هو الحال في المواقع الأخرى التي تقدم الخدمات، يطلب منك فيسبوك تزويده بالقليل من المعلومات، صحيح؟ أكمل  القراءة حتى تفهم كيف يحصل فيسبوك على العديد من المعلومات عنك.

تنقيب  فيسبوك عن البيانات بطرقٍ عديدة 

عند تسجيلك في منصة فيسبوك، يتوجب عليك تزويد الموقع بمعلومات معينة؛ حتى يتم تزويدك بالخدمة بناءً على الهوية التي تشكلت من تلك المعلومات، وهو ما يتيح لفيسبوك إمكانية الوصول لبياناتك الشخصية كالاسم والجنس وتاريخ الميلاد وما إلى ذلك.

باستخدامك للمنصة، يقوم  فيسبوك بتوظيف سُبل معينة للتنقيب بازدياد عن أكبر قدر من البيانات. خلال هذه العملية، يبني فيسبوك شبكة معلومات خاصة بك وبقائمة إعجاباتك وعدم الإعجاب بالإضافة إلى الأمور الأخرى.

تحدث هذه العملية بشكل انسيابي حتى أن العديد منا بالكاد يعلم أنها تحدث! لنسلّط الضوء على بعض الأشياء التي يستخدمها فيسبوك لجمع البيانات:

المعلومات المباشرة

هل تبدو لك صفحة التسجيل في فيسبوك هذه مألوفة؟

 هذه هي أبسط طريقة يمكن فيها لفيسبوك أن يحصل على معلوماتك.ا ويحدث هذا حينما تنشئ حسابًا جديدًا على فيسبوك، حيث يتطلّب منك تزويد المنصة بتفاصيل مثل اسمك الأول والأخير، ويوم ميلادك وجنسك وعنوان بريدك الإلكتروني.

حلما تنتهي من إنشاء حسابك، يمكنك أيضًا أن تجعل صفحتك ذات طابعٍ شخصي بصورة أوسع وذلك بتزويد فيسبوك بالأفلام المفضلة لديك والأغاني التي تحبها ومكان عملك وما هي مهنتك والعديد من المعلومات الأخرى.

أجهزتك المتصلة

الكثير منا يستخدم عدة أجهزة للاتصال بالإنترنت كاستخدامك مثلا لجهاز كمبيوتر شخصي، أو كمبيوتر محمول أو هاتف ذكي. في كل مرة نستخدم أحد هذه الأجهزة، يحصل فيسبوك على حزمة من المعلومات والتي تتضمن نوع الجهاز المستخدم و عنوان IP ونظام التشغيل ونوع المتصفح الذي تستخدمه لدخول فيسبوك.

أصدقاؤك

باستخدامك للمنصة، يعمل فيسبوك على تعقب التفاصيل التي تعرّف هويتك اجتماعيًا، كتتبع الأصدقاء المضافين لصفحتك، وماهية العلاقة بالنسبة لك، وما التفاصيل تشاركها مع هؤلاء الأصدقاء وما إلى ذلك.

طريقة تفاعلك

إلى حد بعيد، تعد هذه الطريقة الأكبر التي يمتلكها فيسبوك لجمع البيانات. إن الشبكات الاجتماعية بطبيعتها قائمة على التفاعل، وبما أن فيسبوك يضم عددًا هائلًا من المستخدمين فإن إمكانية التفاعل فيه واسعة.

في كل مرة تعجب فيها بمنشور أو يبدر منك نشاط ما، فإن فيسبوك يضع ذلك في عين الاعتبار، كما أنه في كل مرة تضع علامة على صورة ما فإن فيسبوك يستطيع أن ينشئ صلة أوثق بينك وبين تلك الصورة، حتى عندما يشارك أحد أصدقائك معلومات عنك، فإن فيسبوك يضمّها لحسابك الشخصي رغم أن ما يحدث لا يعتبر نشاطًا مباشرًا منك.

المتعقبون

يسمح فيسبوك لأطراف غير ذات علاقة برفع إعلانات أو الترويج عن محتوى خارج نطاقها الاجتماعي الأساسي، فطريقتك في التعامل مع هذه الإعلانات تُضاف لبيانات ملفك بطرق محتملة مهمة.

هذا يعني أنك إذا شاهدتَ محتوى إعلانيا مدفوعا ، فمن المحتمل أن فيسبوك قد قام بإضافته إلى نوع المحتوى المفضّل لك. ومن ناحية أخرى، إذا كنت لا ترغب أن يظهر لك فيسبوك نوعا محددا من المنشورات فإن هذا أيضًا يعتبر جزءًا من البيانات التي توضح الأمور التي لا تحبها. يحدث كل هذا بفضل شفرة تتبع مصاحبة للمحتوى المنشور.

مصادر خارجية 

على الرغم من أنك تستخدم منصة فيسبوك، إلا أن الشركة الأم تملك أيضًا العديد من الخدمات الأخرى. على سبيل المثال، WhatsApp و Oculus و Instagram ، وهو ما يسمح للفيسبوك بمشاركة البيانات عبر المنصات للحصول على المزيد من المعلومات.

لماذا يحتاج فيسبوك للبيانات

مع وجود العديد من الشركات الأخرى التي تعمل على جمع البيانات في الوقت الراهن، فإن لفيسبوك أسبابها الأساسية للقيام بذلك. حيث تزعم فيسبوك أنها بحاجة لهذه البيانات حتى تساعد على تقديم خدمة تضمن فيها للمستخدم تجربة أفضل.

وعلى الرغم من أن هذا السبب يبدو صحيحًا بطريقة ما، ثمة عوامل مهمة يجب أن تضع في الاعتبار. إن إدارة خدمة على صعيد عالميّ تتطلب بالفعل استثمارًا كبيرًا في المصادر وتصرف مبالغُ طائلة. ، بدءًا من الخوادم التي تستخدمها ومرورًا بالتطبيقات التي تطوّرها وانتهاءً بالكوادر العاملة التي توظفها.

إذا كنت تستعمل هذه الخدمة دون مقابل، فمن أين تأتي هذه الأموال؟

لو افترضنا أن مارك زوكربيرغ دفع تلك المبالغ تكرمًا منه، فإن هذا يعني أنه إنسان غير عملي فضلا عن أنه مجنون بعض الشيء.

تكسب فيسبوك أموالها تقريبا بشكل كليّ من الإعلانات (المصدر: Facebook)

في نهاية المطاف، تختزل إجابة السؤال في كلمة واحدة وهي الإعلانات. ففي  عام 2019 أعلنت فيسبوك عن عائداتها والتي تجاوزت $70 مليار دولار معظمها كان من الإعلانات.

إن ذلك هو ما يحفّز فيسبوك بشكل كبير لتقدّم للمعلنين أفضل خدمة ممكنة. إن الأمر حرفيا إما أن ينجح أو يفشل ليس ثمة خطة بديلة.

كيف تحرّك البيانات الإعلان 

مع وجود العديد من منصات الإعلان الرقمية، أصبح الأمر أشبه بالسباق لشركات مثل فيسبوك لتقدّم أفضل ميزة تنافسية. من بين منافسيها شركات عالمية ضخمة من ضمنها غوغل ومايكروسوفت.

تم تصميم الإعلانات الرقمية  لتختلف عن تلك التي نشاهدها على الواقع في حياتنا اليومية، حيث أن الإعلان الذي يستهدف محيطا ما يمكنه التوسع ليشمل أكبر شريحة من الجمهور. تستهدف الإعلانات الرقمية الأشخاص الذين من المرجح أن يشتروا المنتج، بدلا من إهدار المال في إعلان جماعي عام.

لنفترض هذا التصوّر:

تدرك المنصة الرقمية بأنك رجل بعمر الثانية والعشرين تحب مشاهدة الأفلام الحربية وقد اطلعت على معاهدات الحرب العالمية الثانية، وتلعب  Battlefield 1942 على جهاز الحاسب الآلي الخاص بك. بفضل هذه المعلومات التي تملكها فيسبوك، يمكنها أن توجّه إليك العديد من الإعلانات المتعلقة باهتماماتك.

أو قد تكوني امرأة بعمر الخامسة والأربعين تملكين قطتين وتحبين مشاهدة فيديوهات عن الحيوانات. في هذه الحالة، قد تتعرضين لوابلٍ من الإعلانات عن علامات تجارية عديدة متعلقة بألعاب أو أطعمة الحيوانات ونوعيات مماثلة من الإعلانات.

السياسات القانونية لتعقب فيسبوك للبيانات

الحقيقة المُرة هي أنه لا يوجد قبول عالمي لقوانين التنقيب عن البيانات، لا على صعيد أنشطة فيسبوك ولا على أنشطة أي شركة أخرى حتى الآن. و ما تزال المناقشات والدعاوى القضائية وما إلى ذلك قائمة. 

إن جزءًا من المشكلة ينبع من حقيقة ظاهرة بوجود مخاوف متزايدة حول انتهاك الخصوصية التي تنتهي بنتائج غير مرضية بجانب استخدام هذه البيانات في نهاية المطاف.

التساؤلات أكثر من الإجابات ولا يسعنا إلا أن ننتظر ونرى من سيظفر في النهاية. حتى تفهم الأمر بصورة أوضح، لنمعن النظر في الفكرة الآتية:

هل بياناتك بأيادٍ آمنة لدى فيسبوك؟

فيسبوك بذاتها مكان آمن لتخزين بياناتك، على الأقل هي آمنة مثلها مثل أي موقع آخر في هذا الزمن. لسوء الحظ، تعمل فيسبوك مع العديد من الشركاء أيضا، وقد ينجم عن هذا الاتصال الداخلي نتائج غير مقصودة.

إحدى الأمثلة التي تشرح هذا الأمر بصورة أوضح هو Cambridge Analytica incident. في عام 2018، انتهكت معلومات شخصية تعود للملايين من مستخدمي فيسبوك من قبل تلك المنصة واستخدمت بغرض الدعاية السياسية.

علاوة على الانتهاك الكبير الذي تعرض له المستخدمون، لم يكن هناك الكثير من الإجراءات التي قامت بها فيسبوك باتخاذها بعد تلك الحادثة. للأسف قد يعكس هذا التصرف أن فيسبوك لا تمنح أولوية لقيمة خصوصية مستخدميها.

من منظور آخر، لا يوجد موقع آمن لبياناتك 100%. طالما أن الموقع متصل بباقي شبكة الإنترنت، إذا أراد أحد تلك البيانات، سيتمكن من الحصول عليها. السؤال الوحيد هو ما مدى استعدادك لحماية بياناتك؟

التحكم ببياناتك على فيسبوك 

قد يشعر بعضكم الآن بالذعر من أن تعرف الشركات الكثير عنه، بصراحة إنها شبكات اجتماعية، فببساطة شيء من ذلك القبيل قد يكون متوقعًا. لكن يبقى الأمر بين يديك.

على الرغم من أن فيسبوك مجهّز بإعدادات تلقائية تجعله على قائمة المتصدرين في جمع البيانات، إلا أن هناك قوانين ترغمه على تمكينك كصاحب حساب من التحكم في ذلك الأمر. قد يختلف ما ترغب بالقيام به وفقَا لما تفضّل ولكن ذلك سيؤثر على فعالية فيسبوك كمنصة تواصل اجتماعي.

حذف حسابك على فيسبوك – الخيار النووي

إذا كنت خائفا حد الموت مما تفعله فيسبوك بمعلوماتك فهذا الخيار الأمثل لك. بالنسبة لفيسبوك بالتأكيد هو الخيار الأخير على الإطلاق الذي تتمنى أن يلجأ إليه المستخدم؛ لأن هذا يعني أنها تخسر إحدى مصادر البيانات الخاص بها.

لهذا السبب فإن خيار حذف الحساب مدفونٌ في مكان ما بين كمية الإعدادات  الهائلة الموجودة على فيسبوك. لحذف حسابك على فيسبوك بشكل نهائي، اتبع الخطوات التالية إلى:

الإعدادات والخصوصية > معلوماتك على فيسبوك > حذف وتعطيل.

أو يمكنك ببساط الضغط هنا للوصول إلى خيار حذف حساب فيسبوك.

نقرة زر ويكون حسابك قد اختفى ولكن يجب عليك أن تعي أن هذه خطوة نهائية لا رجعة فيها، فإذا أردت استخدام فيسبوك مجددًا يتعين عليك أن تنشئ حسابًا من الصفر. ومع كل هذا، فإنه لا يعني أن فيسبوك سيتخلص من كل بياناتك.

في الواقع، فيسبوك مراوغ جدًا بشأن التفاصيل، ربما يخبرك بأنه سيحتفظ ببعض البيانات لفترات زمنية غير محددة ولأسباب غير معلومة.

تعطيل حسابك على موقع فيسبوك – خذ هُدنة

بالنسبة للأشخاص الذين أصبح فيسبوك جزءًا لا يتجزّأ من حياتهم اليومية، يمكنك استخدام النسخة التجريبية الأولية في البداية. يلغي تعطيل الحساب إمكانية وصولك للمنصة حتى تعمل على إعادة تنشيط الحساب مرة أخرى.

ويفصح هذا الإجراء أن فيسبوك ما تزال تحتفظ بجميع معلوماتك، لذلك باستطاعتك معاودة استخدامها في المستقبل. ويتوفر هذا الخيار في نفس المكان الذي يوجد فيه خيار حذف الحساب. تأكد من اختيار الإجراء الأمثل!

حينما يكون حسابك غير نشط، فإنه لا يظهر في نتائج البحث، وتختفي منشوراتك، ربما تظهر بعض الأمور البسيطة. يمكنك إعادة تنشيط الحساب مرة أخرى في أي وقت وهذا يحدث بمجرد تسجيل الدخول مرة أخرى.

تعديل إعدادات الخصوصية – الخيار الأمثل

في العادة يمكنك التعديل على إعدادات  الخصوصية إلا إذا كنت تملك سببًا يجعلك تكره فيسبوك بشدة. على الرغم من هذا الخيار الذي يبدو أن جميع الناس ستلجأ إليه إلا أنه ليس بالأمر السهل.

هناك الكثير من إعدادات الخصوصية التي يمكنك تعديلها والتي تستغرق منك وقتًا طويلًا لتطبيقها. علاوة على ذلك فإن فيسبوك يقوم بتحديثات مستمرة على نظامه من وقت لآخر، وهو ما يتطلب منك تغيير بعض الإعدادات أو تعيين إعدادات جديدة.

أعتقد أن القيام بهذا الإجراء ليس خيارًا مطروحًا بالنسبة لي. أعرف أنني استسلمت في النهاية. هنا محاولة في إصدار نسخة توجيهية سريعة لهذا الأمر قد تكون مفيدة Facebook Privacy Checkup tool

الحصول على نسخة من بياناتك على فيسبوك

في نفس المكان الذي يوجد به خيار تعطيل وحذف الحساب، ستجد رابطًا يمكنك من خلاله تحميل نسخة من بياناتك. إليك التعليمات مرة أخرى:

الإعدادات والخصوصية > بياناتك على فيسبوك

عند النقر على رابط “حمّل بياناتك”، سينقلك إلى صفحة منفصلة حيثُ تختار المعلومات التي ترغب بنسخها بالضبط. إن هذا إجراءٌ مهم لأن العديد من البيانات يتم حفظها. قد يستغرق تنزيل كل المعلومات  وقتا طويلا.

ويعتمد ذلك على المدة التي كنت تستخدم فيها فيسبوك، والخدمات التي كنت جزءًا منها ومدى نشاطك على المنصة، ويتطلب تجميع كل تلك بيانات وقتًا. إذا قررت أن تحصل على نسخة من بياناتك، سيعلمك فيسبوك حين يصبح الملف جاهزًا للتنزيل.

استغرق ملفي حوالي 5 دقائق ليصبح جاهزًا للتنزيل وهو ملف بحجم 200 ميغابايت وأنا بالكاد أستخدم فيسبوك!

الخاتمة

على الرغم من أن فيسبوك لا يمكن أن تكون بحجم شركة غوغل، لكن البيانات والخدمات التي تنتجها ليست أقل تعقيدًا. من ناحية أخرى، يتطلب الأمر الكثير من البيانات حتى يمكن الاستفادة من منصة فيسبوك. وفي نفس الوقت،  فإن الطريقة التي تستخدم فيها شركة فيسبوك بياناتنا في بعض الأحيان مشكوك فيها.


بقلم: تيموثي شِم | ترجمة: جهينة اليعربية | تدقيق: مريم الغافرية | المصدر 

Exit mobile version