بحسب علماء ، نقارو الخشب، يتسببون لأنفسهم بضرر دماغيّ ، لكن هذا يمكن أن يكون أمرا جيدا ! كيف ؟

يعتقد العلماء أن نقار الخشب يضر بصحة دماغه بنفسه، ولكنهم لا يظنون أن ذلك شر! رغم أن أعراض أضرار دماغه هي مثل أعراض أضرار أدمغة لاعبي كرة القدم الأمريكية ، و تشابهة أعراض الأمراض العصبية – الدماغية، كالزهايمر.

على أي حال، تصور العلماء أن هذا السلوك الذي يمارسه الطائر هو مدمر للذات، لأن تراكم بروتين “التاو” في دماغه يكون مستواه عظيما جدا، وكثرة هذا البروتين بالدماغ هو إحدي علامات الأمراض العصبية – الدماغية لدى البشر.

نقارو الخشب يضربون رؤوسهم بالشجر بسرعة 15 ميلا بالساعة (24 كلم بالساعة) لمدة 12 ألف مرة باليوم. فلذلك يُرجح العلماء وجود سر في تكوين هذه الطيور يحميهم من إصابة أدمغتهم بالأمراض، وقد ينفع هذا السر بني الإنسان. على الرغم من أن الأبحاث نظرت في المكانيكيات الحركية التي تقوم بها الطيور، إلا أنهم لم يفحصوا أدمغة الطيور في حين إصابة أدمغتها بالضرر.

دكتور علوم بيولوجيا الأعصاب في جامعة بوستن لتعليم الطبي، البروفيسور پيتر كومنغز قال ( هنالك العديد من التقدمات التكنولوجية في صناعة المستلزمات الرياضة وفي مجال الأمن والسلامة، نشأت بسبب محاكاة الهيئة البدنية لنقار الخشب؛ و من تبني الفيزياء – البيولوجية في حركاته، مع افتراض الناس أنه لا يتعرض لأضرار دماغية أثناء النقر. الغريب في الموضوع أنه لا يوجد أحد فحص دماغه!) استلم البروفيسور مع طاقمٍ من زملائه عينة من نقار الخشب من متحف المخلوقات ليفحصوا نسبة بروتين التاو في دماغه، باستخدام طائر الشحرور ذا الجناح الأحمر كمعيار للمقارنة.

وجدوا مستويات عالية جدا من بروتين التاو بأدمغة نقاري الخشب. علماً أن في حالة إضرار أي دماغ يتراكم التاو بالمخ.  ورغم هذا كله لا يجد العلماء القدرة على اعتبار ذلك ذو دلالة كافية لمعاناة الطائر لأمراض عصبية – دماغية.

قال البروفيسور كومنغز ( أقدم وجود لنقاري الخشب يصل إلى 25 مليون سنة، فعلا هذه الطيور عاشت لفترة طويلة، فلو كان النقر مضرا لها فلم استمرت على هذا السلوك ؟ ولماذا التبنيات التطورية لم تترك هذا السلوك؟ يوجد احتمال أن بروتين التاو هو ليس علامة مرض بل هو واقٍ من الأمراض!).

بالإعتدال، يعمل التاو كمُثبت لخلايا الدماغ، وصف العلماء وجوده في أدمغة نقاري الخشب كواقٍ. قال جورج فرح، الذي عمل على هذا المشروع في تخرجه كطالب ( خلايا الدماغ الأساسية اسمها “العصبونات”، التي تكوّن جسم الخلية الدماغية، أما الجذور التي تمتد منها فهي مثل خطوط الهواتف، وهذه تسمى الجذوع. الجذوع هي الخطوط المشبوكة في كل عصبونة. بروتين التاو يغلف كل تلك الخطوط مثل ما يغطي المطاط أسلاك الهواتف، ليعطيها الحماية والثبات ، و في نفس الوقت المرونة في الحركة).

إن فهم علاقة التاو بالإصابات الدماغية، و فهم الإمكانيات المتاحة لتوظيفه، قد يكون نافعا للبشرية. قال البروفيسور كومنغز ( لو كان تراكم التاو هو وسيلة وقاية، سنستطيع القول بأن في ذلك درس للبشرية لكي تقي أنفسها من الأمراض العصبية – الدماغية. إن الباب مفتوح على مصراعيه لنعرف ما الذي يحصل حولنا، وكيف يمكن أن نستخدمه).

بقلم | جوش غاباتس | المصدر

Exit mobile version