“عندما أُخبِرَ، تال غيلسوورثي، أنه كان معرضًا لخطر انفجار شريانه الأورطي، لم تعجبه فكرة العملية الجراحية التي عُرِضَت عليه؛ لذا خطرت على باله فكرة جديدة”.
في شركة هندسية طبية صغيرة في، توكسبوري، عندما حان وقت الغداء كانت فقرة الترفيه المختارة بعناية لتجعل الوجبة أكثر متعة ما هي إلا مقطع فيديو ملون. يظهر فيه جزء من جراحة القلب والأوعية الدموية لشخص ما. في الواقع ليس تمامًا أي شخص، إذ يعود القلب المكشوف والنابض الذي نحدق فيه لأحد الأشخاص الذين يرافقونني على طاولة الطعام، إنه تال غيلسوورثي البالغ من العمر 60 عامًا، أصلع، سريع الكلام، وغالبًا ما يكون صريحًا. وهو أيضًا ـوهنا إشارةـ طويل ولديه أصابع طويلة بشكل غريب.
بعد مضي 15 عامًا، عَلِمَ غيلسوورثي أنه إن لم يستعد لخضوع عملية جراحية معقدة لأحد الأوعية الدموية التي تنقل الدم من قلبه؛ فإنه في خطر متزايد سيودي بحياته مبكرًا. لم يكن متقبلًا لاحتمالية نجاح العملية الجراحية، ولكن الأمر الأكثر قلقًا هو معرفته لما قد تتضمنه هذه العملية.
لم يكن غيلسوورثي طبيبًا ولا حتى أحد الباحثين الطبيين، لقد كان مهندسًا. ولكن مع إيمانه الذاتي بشخصيته؛ فقد كان قادرًا على أن يكتشف طريقة أبسط وأكثر أمانًا لمعالجة مشكلته، وقد فعلها حقًا. ثم أقنع أحد الجراحين لأخذ فكرته على محمل الجد، ليصبح أول شخص يخوض هذه العملية. والآن أصبح يدير شركة أنشِأَت لتصنيع غُرَز كالتي دُفِنَت في صدره منذ عقود وما زالت تبقيه على قيد الحياة.
إن تجربة غيلسوورثي جديرة بالذكر كونها أظهرت إصراره وثباته وعزيمته، ولا تقتصر على ذلك فحسب؛ فقد أثارت تساؤلات عدة حول الابتكار في الجراحة وتقبل الطرق الجديدة والبحوث التي تلزم لاختبار هذه الطرق، وترفع من احتمالية مشاركة المرضى الآخرين أفكارهم البارعة والجذرية.
إذا تمزقت الأوعية الدموية، فإن النزيف الداخلي الناتج عن ذلك يكون قاتلًا.
يعاني تال غيلسوورثي من متلازمة مارفان. سميت هذه المتلازمة بهذا الاسم نسبة إلى أنطوان برنارد-جان مارفان، طبيب أطفال في باريس. قدم مارفان خلال عرضه لأحد الحالات في عام 1896 وصفًا لفتاة تبلغ من العمر خمس سنوات، تمتلك أطرافًا وأصابع طويلة. لم يكن مارفان هو الذي سمّى هذه الحالة، بل أحد الباحثين الذين جاؤوا من بعده.
يعتبر هذا الاضطراب متوارَثا في الأصل، إما أن يأتي وراثيًّا أو عن طريق الطفرات الطبيعية. يعاني أصحاب هذه المتلازمة من رخاوة المفاصل ومرونتها ومشاكل بصرية مختلفة، وإلى جانب ذلك، نحولٍ وطولِ عظامهم التي تجعل قامتهم طويلة على غير العادة. ويعد السبب الرئيسي لذلك خلل جيني مسؤول عن بروتين يسمى (Fibrillin)، وهو مكون أساسي للألياف المرنة الموجودة في الأوعية الدموية، ما يمثل أحد أكبر التهديدات التي سببتها متلازمة مارفان لتال غيلسوورثي وأصحابه المصابين بهذه المتلازمة. إذ يؤدي الخلل في هذا الجين إلى إضعاف الوعاء الدموي الرئيسي وجعله غير قادر على التعامل مع الجهد الواقع عليها بسبب ضغط الدم داخلها.
أحد أكبر الشرايين الموجودة في جسم الإنسان هو الشريان الأورطي الذي يستقبل الدم مباشرة من بطين القلب الأيسر، ولا يصل الدم إلى الجسم بتدفق مستمر، وإنما على شكل نبضات. يعمل الشريان الأورطي كنوع من أجهزة امتصاص الصدمات الهيدروليكية، إذ يتمدد وينكمش على التوالي بسبب ارتفاع وانخفاض ضغط الدم داخله. ويمكن لأي ضعف في جدار الشريان الأورطي أن ينتج عنه انتفاخ متزايد شبيه بالبالون، وهو تمدد الأوعية الدموية. ولأي سبب كان، فإن أضعف نقطة في الشريان الأورطي لدى الأشخاص المصابين بمتلازمة مارفان هي جذره؛ وهو الجزء المجاور للصمامات التي تتحكم في خروج الدم من البطين الأيسر، وإذا تمزق أحد هذه الأوعية الدموية بسبب تمددها، فإن النزيف الداخلي الناتج عن ذلك من المحتمل أن يكون قاتلًا.
“تشعر أنك تسير على حبل مشدود، على أحد طرفيه الانسداد وعلى الطرف الآخر النزيف.”
كان غيلسوورثي يبلغ من العمر حوالي خمس أو ست سنوات عندما اكتشف أنه مصاب بمتلازمة مارفان، وكان والده مصابا بهذه المتلازمة أيضًا. قال غيلسوورثي وهو يتذكر: “لقد كان طوله 6 أقدام و8 بوصات، وكان يعاني من ضعف حدة بصره”. ويبدو أن الأطباء كانوا غير واعين لخطورة هذه الحالة، ولم يكن لدى غيلسوورثي -كذلك- أي فكرة عن آثارها على الشريان الأورطي قبل أن يبلغ الثلاثين من عمره. حتى ذلك الوقت، كانت أوعيته الدموية قد تضخمت وعَلِمَ حينها بضرورة إجراء عملية جراحية.
وفي عام 1968، أُدخِلَ غيلسوورثي إلى غرفة العمليات ، وتم الاعتماد على آلة القلب والرئة بشكل مؤقت للحفاظ على تدفق الدم في جميع أنحاء الجسم. وتتضمن العملية الأساسية إزالة الجزء الأول والأضعف من الشريان الأورطي بالإضافة إلى صمامات القلب المجاورة، ثم يستبدل الجراح الشريان الأورطي بأنبوب صلب طويل مصنوع من بوليستر الداكرون، واستبدال الصمامات الطبيعية كذلك بأخرى صناعية.
ومن عيوب هذه الصمامات الآلية هي أنها قد تسبب جلطات الدم، ولكن العلاج الدوائي المستمر مدى الحياة والمضاد للتجلط يقلل من مخاطر انسداد الأوعية الدموية، ولكنه في المقابل يخلق مخاطره الخاصة؛ إذ يتعرض مستخدمو هذه الصمامات لخطر متزايد لأي من الأمراض والجروح التي قد تسبب نزيف. شرح غيلسوورثي قائلًا: “تشعر أنك تسير على حبل مشدود، على أحد طرفيه الانسداد وعلى الطرف الآخر النزيف”.
إن القول بأنه لم يكن متحمسًا فإن ذلك سيكون حكمًا بالنقص على إحساسه، إذ كشف عن سره قائلًا: “لم أكن واثقًا بشدة بفكرة إجراء تلك العملية، ولكن ما أحزنني بالفعل هو فكرة العيش على الأدوية المضادة للتخثر طوال حياتي”.
وعلى الرغم من أنه لم يكن على دراية بهذه الآلية من قبل؛ فإن بعض الجراحين كانوا قد اخترعوا طريقة أخرى لمثل هذه العمليات بحيث تُترَك صمامات المريض الطبيعية مكانها، وبالتالي تجنب الحاجة إلى مضادات التخثر. هل بالفعل وجد غيلسوورثي الحل لهذه المشكلة؟ لا يبدو الأمر كذلك؛ فقد كان معدل فشل هذه العملية مرتفعًا على الرغم من فاعليتها، وهنا يأتي الاختيار: معدل نجاح جيد لسعر مضادات التخثر مدى الحياة أو تجنب مضادات التخثر ومواجهة فرص متزايدة لإجراء العملية مرة أخرى.
لم يعلم غيلسوورثي لمَ لم يعرض عليه الخيار الآخر المتاح لهذه العملية، ولكنه ظن أن لهذا الأمر علاقة بالتفضيلات الشخصية للجراحين. وفي كلتا الحالتين، بدأ غيلسوورثي يفكر ما إذا كان لديه خيار ثالث آخر أفضل من الخيارين المتاحين.
“حالما تمكنت من المشي لأول مرة في صغري، كنت آخذ مفك البراغي وأبدأ بتفكيك بعض الأشياء. وعندما كنت في سن السادسة تقريبًا؛ قمت بتفكيك ظهر التلفاز”
نظر غيلسوورثي إلى ضعف شريانه الأورطي نظرة مهندس لا نظرة طبيب، وسأل نفسه: لم قد تُستبدل الأنابيب الضعيفة في حين أنه من السهل دعمها وإصلاحها؟! وقال لنفسه: “مهلًا! يمكننا أخذ صورة إشعاعية للشريان الأورطي باستخدام تقنية التصميم بمساعدة الكمبيوتر(CAD) وتقديم دعم مفصّل تمامًا، نستطيع فعل ذلك حقًا”.
إذا كان هناك جين هندسي وراثي؛ فإن غيلسوورثي بلا شك قد وَرِثَ هذا الجين، إذ كان والده مهندس طيران. يقول غيلسوورثي: “حالما تمكنت من المشي لأول مرة في صغري، كنت آخذ مفك البراغي وأبدأ بتفكيك بعض الأشياء، وعندما كنت في سن السادسة تقريبًا؛ قمت بتفكيك ظهر التلفاز”.
حقق غيلسوورثي وضعه الهندسي القانوني بطريقة صعبة؛ فقد بدأ بدراسة علم المواد، ولكن لم يعجبه هذا المقرر؛ فحذف المادة والتحق بمؤسسة أبحاث الفحم واكتشف حينها نظام التعليم بدوام جزئي. وقال إنه لم يتمكن من الالتحاق بالجامعة، وعمل على مواضيع متنوعة بدءًا من كيمياء العمليات وصولًا إلى مكافحة تلوث الهواء، وأصبح يجيد التعامل مع جميع أنواع الأدوات والتقنيات بما في ذلك استخدام المنسوجات في مرشحات النسيج.
تنامى إلهام غيلسوورثي لاختراعه الجراحي من فكرة إصلاح تسرب الأنابيب عن طريق لف شيء ما حوله، وكان الجراحون قد اكتشفوا هذه الحيلة البسيطة وقد استخدموا مواد صلبة. وعندما تكون هذه المواد في أماكنها فإنها تميل إلى التنقل من مكانها أو تتقطع إلى الأوعية الجانبية المتفرعة من الشريان الأورطي.
لم تكن لغيلسوورثي أدنى فكرة بأن الجراحين قد حاولوا مسبقًا تطبيق فكرة الالتفاف، وأنهم قد توقفوا عن تطبيقها مؤخرًا. وعلى أي حال، رفض غيلسوورثي ذلك أيضًا بناءً على نزعته الهندسية الداخلية، وقال: “حين تنظر إلى شكل الشريان الأورطي، تعلم أنه يجب أن تضع قوة منتظمة مقسمة على كل شيء؛ لذا كيف يمكنك تحقيق ذلك بمجرد لَفِّهِ؟” عوضًا عن ذلك، فكر غيلسوورثي بشيء أكثر تطورًا ودقة (كُمّ غطائي خارجي مصنوع بقياس يُلبس ليحمي الشريان الأورطي من مخاطر التضخم)، وكان ذلك الوقت هو الأنسب ليطلق على تلك الإجراءات اسمًا فريدًا؛ فسميت ب PEARS اختصارًا لـ ‘personalised external aortic root support’ وتعني: الدعم الجذري الخارجي للشريان الأورطي.
لقد تطلب الأمر أن يخبرنا, نحن الأطباء الضعاف, أحد المهندسين كيف ننجز الأعمال.
اقترح غيلسوورثي أن يستخدم الأشعة المقطعية ليرسم شكلا ثلاثي الأبعاد للشريان الأورطي، وباستخدام برامج الكمبيوتر المناسبة وتقنية النماذج السريعة (الطباعة ثلاثية الأبعاد) يمكن أن نحصل على نموذج بالحجم الطبيعي للأوعية الدموية، وسيساعد ذلك -كما ذُكِرَ سابقًا- على صنع نسيج لكُمٍّ منفصل متناسب شكلًا وحجمًا ليحيط بالشريان الأورطي ويمنع التوسع الإضافي المحتمل. ولن يكون هذا الكُم صلبًا، وإنما سيكون عبارة عن شبكة لينة، مرنة، محبوكة ومسامية. وبعد اختياره هذا، كان غيلسوورثي قادرًا على استرجاع المعلومات التي اكتسبها خلال استخدامه للمنسوجات كمرشحات خلال أيامه التي قضاها في صناعة الفحم.
ولكن لم تزل هناك عقبة؛ فكيف لمهندس أن يطلق ابتكارًا طبيًا في حين أنه لا يملك احترافًا مهنيًّا واحداً في الرعاية الصحية؟ قرر غيلسوورثي أن يعلن عن ابتكاره خلال أحد الاجتماعات الإعلامية السنوية لجمعية مارفان التي تنظَّم للمرضى منذ حوالي 15 عامًا. كان توم تريجر أحد المتحدثين في هذه الاجتماعات، وهو الآن أحد أمهر جراحي القلب في وحدة أبحاث العمليات السريرية في جامعة لندن (جماعة تبحث عن حلول عملية لمشاكل الطب السريري).
تذكر تريجر كيف اقترب منه غيلسوورثي في نهاية محاضرته وقال: “والآن، بروفيسور، تعليقًا حول كل هذه العمليات الجراحية؛ فأقترح أن تكون أكثر حداثة وتستخدم التصاميم بمساعدة الكمبيوتر (CAD).” لم تكن لدى تريجر أدنى فكرة عمّا كان يتحدث عنه غيلسوورثي؛ فقال: “كان تال يستخدم المصطلحات الهندسية، وأخبرني أنه باستطاعتنا أن نطبق النماذج الأولية السريعة، ولم يكن لديَّ حينها أي فكرة عن ماهية هذه النماذج”. لكن تريجر كان ماكرًا؛ فعندما تتابع الحديث بدأ يفهم ويفكر في فكرة جديدة، وقرر في نفسه قائلًا: “سأعير هذا الرجل جُلَّ انتباهي ما استطعت”.
وقد فعل ذلك حقًا وبدأت الفكرة تستحوذ على تفكيره. وقال غيلسوورثي: “الفضل كله يعود إلى توم؛ فقد فتح لنا الأبواب إلى العالم الطبي، وذهبنا عبرها بعيدًا”.
لقد كان الشريان الأورطي لدي متوسِّعًا، وكنت بحاجة ماسّة للعلاج.
لم يكن تريجر في وضع يسمح له بإجراء هذه العملية المعقدة بنفسه، لذا كانت المهمة التالية هي العثور على جراح يمكنه القيام بها، وكان واثقًا تمامًا أن العديد من الجراحين قد نفوا ببساطة التقنيات الجديدة المقترحة، وفي الواقع ما زال البعض غير مقتنعين بذلك. اقترب تريجر من جون بيبر، أستاذ جراحة القلب والصدر في المعهد الوطني للقلب والرئة في كلية امبريال في لندن، يصفه تريجر بأنه على استعداد لمواجهة الأمر، وكان رده مُطَمئِنًا.
كنت أرتب لمقابلة بيبر في مستشفى رويال برومبتون. بدا بيبر رجلًا قوي البنية، مرحًا ووديًّا، ولكن بالشكل الحاسم الذي يمكن أن تتوقع رؤيته على أحد جراحي القلب الرائدين في المملكة المتحدة. كان ينتمي إلى عائلة هندسية، ومن الواضح أنه كان معجبًا بمهنة الطب التي التحق بها واختار ألا يتبع عائلته في مسيرتهم المهنية. يقول: “إننا نعيش في عوالم مختلفة، إذ يهتم المهندسون بكل شيء بدقة متناهية حتى إلى العشرة آلاف من البوصة، بينما نحن في علم الأحياء نأخذ الأقرب من هذه الدقة”. لم يكن غريبًا أن يكون بيبر عجولًا لأن يرى مزايا صناعة نموذج للشريان الأورطي للمريض، وتصميم دعم مصمم بمقاييس محددة.
لكن ما زالت هناك مشكلة مادية؛ فقد بدأ غيلسوورثي يشعر أنه تحت ضغط كبير حين فشل في جذب اهتمام إحدى جمعيات القلب الخيرية الكبرى لتقديم الدعم المادي. وكان ما يزال مترددًا في الخضوع لعملية جراحية تقليدية، ولكن شريانه الأورطي كان بحاجة ماسّة للعلاج. في النهاية، أسس شركة “إكستنت أل إي دي” للبحث عن مستثمرين وجمع المال العائد منها. وكان غيلسوورثي هو الزبون الوحيد لهذه الشركة في تلك الفترة.
وقد لجأ إلى طلب المساعدة من المهندسين في جامعة لندن الإمبريالية، لافتقاره إلى مهارات CAD اللازمة. وقال: “عندما يكون لديك حافز مثلي؛ فإنك ستحقق كل ما تريد، وإن كان عليك أن تمضي نحو شيء ما فلا تتردد؛ فقد كان شرياني الأورطي يزداد توسعًا وكان لزامًا علي أن أمضي فيما أردت لمعالجته”.
لم يكن غيلسوورثي، بطبيعة الحال، المريض الأول الذي ابتكر طريقة جديدة للتكيف مع مرضه بشكل أفضل. إذ تغلب بعض المرضى المصابين بهذه المتلازمة على أعبائها وفعلوا ما بوسعهم لنشر الوعي والثقافة عنها، وما نفتقر إليه حقًا هو الذخيرة المركزية لمثل هذه الأفكار.
أنشأت مجموعة من مدرسة Católica Lisbon للأعمال والاقتصاد موقع ويب Patient Innovation (ابتكارات المرضى)، ويتيح هذا الموقع للمرضى الذين ابتكروا طرقًا خاصة لعلاج أمراضهم الفرصة لمشاركة ما تعلموه أو اخترعوه. وكان اهتمام بيدرو أوليفيرا الأساسي -قائد هذا المشروع- هو مشاركة المستخدمين لابتكاراتهم بشكل عام؛ كمساعدة الأشخاص الذين يستخدمون المنتجات والخدمات ليطوروا من الاستراتيجيات والإجراءات التي يتبعونها.
يقول أوليفرا: “استنتجنا من البحث الذي أجريناه أن بعض المرضى اخترعوا أجهزة واستراتيجيات مذهلة، ولكن وجدنا كذلك أن أغلب هذه المعلومات لم تنتشر؛ فقد كان هدفهم الرئيسي هو حل مشاكلهم الخاصة وليس مساعدة الآخرين”. وعلى الرغم من أن فكرة نشر الوعي والثقافة كانت موجودة لديهم، إلّا أنه لم تكن لديهم دراية بطريقة تنفيذها.
أطلق أوليفيرا وزملاؤه موقع الويب “ابتكارات المرضى” في شهر فبراير من عام 2014. وقال إنهم استقبلوا ما يزيد على 1200 نسخة من التقارير الفردية، ودرس فريق طبي جميع هذه الحالات وقرروا بأن حوالي نصفها جدير بالنشر على الموقع.
كان غيلسوورثي واحدًا من بين المتحدثين المدعوين للاجتماع الافتتاحي لمبادرة ابتكارات المرضى (Patient Innovation)، وحينها تم اختياره ليُكرَّم في إحدى جوائزها السنوية. وذهبت الجائزة الأخرى إلى لويس بلانت، وهو رجل كندي يبلغ من العمر 26 عامًا ويعاني من تليف كيسي، كانت فكرته المبتكرة هي جهاز صوتي محمول يساعد على تنظيف المجرى الهوائي.
إذ تميل رئتا الأشخاص المصابين بالتليف الكيسي إلى إفراز كميات كبيرة من المخاط الغليظ، وقد ابتكروا أساليب جديدة لدفعها أو إخراجها عن طريق السعال. بدأ بلانت بالسعال بينما كان جالسًا بالقرب من المتحدثين الكبار في حفلة موسيقى الروك. وبدأ يفكر ما إذا كان سبب سعاله هو إفراز المخاط نتيجة للذبذبات منخفضة التردد في صدره. وابتكر فني إلكترونيات جهازًا لمحاكاة هذا التأثير، وقد نجح عمله. واستخدم بلانت في هذا الابتكار معرفته لتخفيف مشكلته الخاصة، ثم قام بعد ذلك بتسويق ابتكاره.
وقد منحت جوائز أخرى للعديد من الابتكارات وهي: مستشعر يقوم بإرسال إشارات إلى هاتف نقال عندما يكون كيس الستوما ممتلئًا، عصا مشي للمكفوفين يمكنها الكشف عن الأجسام بمستوى الرأس والخصر والقدم بشكل منفصل، وعجلات قابلة للطيّ تسهّل حمل الكراسي المتحركة من مكان إلى آخر. وكم من الأفكار المبتكرة الأخرى التي تستحق المشاركة وأصبحت جاهزة للنشر؟
لم أستطع العمل، لم أستطع تناول الطعام، لقد كنت مضطربا تمامًا. لقد كان ذلك مروعًا حقًا.
وبحلول عام 2004 كان غيلسوورثي قد أقنع المستثمرين للمشاركة بقدر كافٍ من المال، وتمت تسوية المعوقات المتبقية في عملية التصنيع. باختصار، لقد حان وقت الذهاب إلى غرفة العمليات.
يقول غيلسوورثي مستذكرًا: “لقد كنت دائمًا أقول بأنني سأكون أول من سيخضع للعملية من بين المرضى، ثم أقنعوني بأنه يجب أن انتظر مع الجراح جون بيبر في غرفة العمليات في حال أصبت بالحازوقة. لكن الرجل الذي وضعنا في الصف انسحب في اللحظة الأخيرة.” لذلك كان لغيلسوورثي طريقته الخاصة، فبعد كل شيء كان أول من يخوض العملية.
وعلى الرغم من شعور غيلسوورثي بالسعادة لأن يكون المريض الأول الذي يخضع للعميلة، إلا أنه لم يكن مستمتعًا بانتظاره إياها لمدة عشرة أيام، إذ يقول: “لقد كنت أساند نفسي! لم أتمكن من التركيز، ولم أستطع العمل أو الأكل. لقد كنت مضطربًا تمامًا. كان ذلك مروِّعا حقًا”. كان ما يقلقه هو نجاح العملية بحد ذاتها؛ أمّا الأكمام فكان واثقًا منها تمامًا، وكان كل ذلك مبرَّرًا نتيجةً لما ظهر لاحقًا.
عندما سألتُ غيلسوورثي ما إذا كان بإمكاني زيارة مقر الشركة في توكسبوري حيث تُصنّع الغرز، قال لي بأنه عمليًا لا يوجد شيء لرؤيته بعد، وقد كان محقًا؛ إذ أن الأمر كان أقل إثارة من الشطائر التي نحصل عليها وقت الغداء. فكل ما يمكنني فعله هو النظر من خلال الألواح الزجاجية للغرفة النظيفة التي يصنع غيلسوورثي الغرز داخلها بنفسه.
يتم قطع كل واحدة من صحيفة من البولي إيثيلين تيريفثاليت (polyethylene terephthalate)، وهي بوليمرات اللدائن الحرارية (thermoplastic polymer resin) مشابهة كيميائيًا للداكرون (Dacron) ولكنها نسجت في نسيج لين، وتأخذ حجم النقانق الكبيرة تقريبًا ولكنها أطول وأكثر متانة، ويتم تشكيلها عن طريق لف النسيج حول الشكل المطلوب وتكتمل بِوَصْلَةٍ في حافة إحدى الجهات، والتي يقوم الجراح أثناء العملية بفكها ثم يعيدها مرة أخرى حالما يأخذ الكُم مكانه حول الشريان الأورطي. والأمر المثير للدهشة هو أن غيلسوورثي قضى قرابة يوم واحد فقط لصنع زوج من هذه الغرز. وعلى الرغم من أن الجهاز محمي بشهادة براءة الاختراع، إلا أنه ما زال قلقًا بشأن تفاصيل صنعها، وربما يوجد عنصر من المهارات الحرفية المخبأة في هذه العملية.
يصل الكُم -والذي يحمل الاسم التجاري إيكسوفاسك (ExoVasc)- إلى غرفة العمليات مطويًّا. وبعدما يتم تثبيته في مكانه حول الشريان الأورطي يقوم الجراح بخياطة الوصلة المحورية المفردة بطريقة أسرع وأبسط وأكثر أمانًا، دون الحاجة إلى مقاطعة تدفق الدم الطبيعي.
وبالرجوع إلى العملية الأولى التي أجراها، يقول بيبر: “لقد كنت واثقًا بنسبة 95 % من نجاحها. وبالطبع ستنجح، فقد ناقشتها مع المريض مسبقًا”، ثم ضحك ساخرًا من مناقشة إيجابيات وسلبيات الغرز مع الشخص الذي اخترعها.
وحتى هذه اللحظة، ركز غيلسوورثي على معالجة مشكلته، ثم فكر بعدها قائلًا: “بعدما نجحتُ بمعالجة نفسي، أعتقد أنه أصبح بإمكاني مساعدة الآخرين”، ولكن إن كان غيلسوورثي قد أخفق في صناعته للغرز؛ فستكون الشركة غارقة في الديون، فحتى النجاح كان شاقًّا. اعترف غيلسوورثي: “لقد أصبحت الشركة أكثر قابلية للنمو والازدهار، ولكن منذ عام 2004 وحتى عام 2014 كنا نقوم بتوفير الغرز لأعداد كبيرة من المرضى وكافحنا من أجل بقائهم أحياء… ولو كان لدي وقت كافٍ مرة أخرى لا أعتقد أنني سأفعلُ ذلك مجددًا”.
لتحقق نجاحًا في أمر ما، يجب أن يكون لديك شغفُ به.
وحتى الآن، كانت نتائج الدعم الجذري الخارجي للشريان الأورطي مثيرة للإعجاب، وكانت الإجراءات أسرع من الجراحات التقليدية الأخرى، ولا تتطلب أي تدخلات لتوقيف الدورة الدموية للمريض.
وبالنسبة إلى النوعين التقليديين الآخرين لهذه العملية؛ فإن الأكثر انتشارًا بينهما هو النوع الأول الذي يشمل إزالة صمامات القلب الطبيعية، ولكن المخاطر المصاحبة لهذا النوع -من نزيف الدم أو الجلطات الدموية الناتجة عن حاجة المُصاب إلى العقاقير المضادة للتخثر مدى الحياة- قد بلغت 0.7 % سنويًا. ولا تبدو هذه النسبة سيئةً جدًا حتى ندرك أن المريض الذي يبقى على قيد الحياة لمدة 40 عامًا بعد إجرائه لهذه العملية يواجه خطرًا مثيرًا للقلق مرة من بين 4 مرات. أما النوع الآخر من العملية التقليدية -والذي يتم فيه استبدال الصمامات- فإنه لا يتطلب عقاقير مضادة للتجلط، ولكنه أقل صلابة. ويظهر أن المعدل السنوي لإعادة إجراء العملية هو 1.3%، لذلك فإنه إذا عاش المريض لمدة 40 سنة؛ فإن إجمالي المخاطر التي قد يتعرض لها ستكون أكثر من مرتين من بين خمس مرات.
أظهرت إحدى الدراسات الأخيرة أن الكم النسيجي قد حقق نجاحًا في إيقاف التوسع التدريجي والخطير لجذر الشريان الأورطي، ولم تظهر التحاليل -التي أجريت عام 2013 لأول 34 مريضًا خلال فترات ما بين 3 و103 أشهر منذ اليوم الأول لإجراء العملية- أي مشاكل مع أوعيتهم الدموية، إلا أنه قد توفي أحد المرضى، ولم يكن سبب وفاته متعلقًا بالعملية نفسها.
وعلى عكس المخاوف السابقة، فإن الكُم قد بقي في موضعه تمامًا. إضافة إلى ذلك؛ فقد كشفت النتائج التي توصل إليها تشريح جثة مريض بعد خمس سنوات من الجراحة، أن الكُم قد تم دمجه مع جدار الوعاء الدموي مما جعله يصبح أكثر متانة. وقارن الطبيب الشرعي مظهر جزء من الشريان الأورطي المغطى بالكم مع جزء آخر مجاور خارج هذه المنطقة. وقال بيبر: “بدا الجزء الداخلي طبيعيًا… ربما تقليل الجهد الواقع على الشريان الأورطي سمح له بالالتئام”، ومع ذلك فإن هذا الاحتمال المحير ما يزال في الوقت الحالي تحرزيا.
إن النهج الذي يتبعه الجراحون في بريطانيا لتطوير عمليات جديدة واتخاذ قرار تبنِّيها أقل وضوحًا من التعامل مع الأدوية الجديدة، لكن الفوضى السياسية التي انتشرت في الماضي قد أتاحت الفرصة للجان أخلاقيات المستشفى للتنظيم، كما أفسحت المجال لمجموعة من المبادئ التوجيهية والبروتوكولات الصادرة عن الكلية المَلَكية للجراحين. ويتوجب على الشركة التي ترغب في تقييم جهاز جديد عن طريق تجربة سريرية الحصول على موافقة رسمية من هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية (MHRA)، وقد حصلت شركة إكستنت على هذه الموافقة في وقت مبكر من تاريخ مشروع PEARS، ويجب أن يجتاز الجهاز -أو العملية- الفحص من قِبل المعهد الوطني للصحة والرعاية المتميزة (NICE) حتى يسمح باستخدامه داخل هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) على الدوام. وكانت توجيهات المعهد إلى مشروع PEARS الصادرة عام 2011 مرحَّبًا بها بحرص، شريطة أن تجمع المزيد من البراهين.
وبناءً على اعتقاد بيبر وتريجر؛ فإن الدليل المثالي لقيمة PEARS سيكون تجربة منضبطة عشوائية (RCT). ودائمًا ما تكون هذه التجربة صعبة بالنسبة للجراحة. على سبيل المثال؛ فإن الجراحين الفرديين قد يختلفون في المهارة التي يؤدون بها نفس العملية. يقول بيبر: “لقد ناقشنا ذلك أنا وتوم تريجر بالتفصيل واستشرنا الناس في مركزين للتجارب العشوائية، ونشعر أن التجربة المنضبطة غير ممكنة”. ومن أسباب ذلك هو الندرة النسبية لمتلازمة مارفان وصعوبة العثور على جراحين ماهرين بنفس المستوى لإجراء العمليات الثلاث، ومن الصعوبة أن يتم استيفاء هذا “المعيار الذهبي”. وفي المقابل؛ فإن كل ما بوسع تريجر وبيبر أن يقوما به هو تشجيع الجراحين على متابعة مرضاهم وكتابة تقارير عن حالاتهم. وأخبرني بيبر أنهم عالجوا أمس المريض رقم 76. وأعقب قائلًا: “خطتي هي أن نعود إلى الحالات السابقة ما إن ننتهي من استقبال المريض رقم 100 وندقق في الحالات بعناية فائقة ونكتب تقريرًا لجميعها”.
وعلى الرغم من وجود برهان على فائدة مشروع PEARS، إلا أن حصوله على الموافقة لم يكن سهلًا، وما زال بعض الجراحين يرفضونه دون أن يصغوا إلى فكرة عمله. ويقول بيبر إن هؤلاء لا يدركون مزايا التصميم بمساعدة الكمبيوتر والنماذج الأولية السريعة، ويعتقدون أنه مجرد غطاء قديم آخر لم ينجح آنذاك، وقد لا ينجح اليوم كذلك.
دفعت هذه الاستجابة السلبية تريجر للنظر إلى الابتكارات الجراحية الأخرى، وكان استنتاجه الرئيسي هو أن الجراحين سيتبنون فكرة جديدة في حال عدم وجود علاج لمرض ما. ولكن عندما يكون هناك حل متَّبع مسبقًا –كالعمليات التي استغرقت سنوات لابتداعها وسنوات أخرى لتطويرها- فإن نسبة تقبلهم لنهج بديل مبتكر وإحلاله مكان مهارة سهلة ستكون ضئيلة. ويقول تريجر إنه إذا كان البديل المتاح يبدو لهم أبسط وأسهل فإن ريبتهم حياله ستكبر، ولكنه يعتقد أن تيار الرأي سيتحول فيما يتعلق بفكرة الدعم الجذري الخارجي للشريان الأورطي.
“إننا نرفض المخاطر بشكل مبهر، ومع ذلك فإن عامة الناس يريدون أن يروا علاجات جديدة”
والمثير للدهشة، هو أن غيلسوورثي كان أقلّ إرضاءً لكثيرين من الجراحين على الرغم أنه كان يسعى إلى الفوز بدعمهم، إذ يقول إنهم متعجرفون، ذوو أذهان مغلقة بسبب احتكارهم للمعرفة. وبالطبع، فإن غيلسوورثي لم يكن أول من يصف الجراحين بأنهم غالبًا ما يظهرون بنفسية قوية. وتجدر الإشارة إلى أن تريجر -قبل رفض شكاوى غيلسوورثي- كان يتحدث بعبارات مدروسة كثيرًا مؤيدًا بعضًا من شكاواه، “لقد ذهبنا إلى اجتماع آخر بعدما أنهينا الأول، وما زال الناس يتفوهون بنفس الأكاذيب؛ فهم لا يقرؤون الصحف ولا يستمعون حتى لما تقوله لهم”.
كان بيبر واعيا أيضًا لتعليقات غيلسوورثي التي تنتقص أحيانًا من قدر الجراحين، ولكنهم يجدونها مسلية أكثر من كونها مزعجة. ليس لأنه تم استبعاده هو وتريجر خصوصًا، ولكن لأنه يشعر كذلك أن غيلسوورثي لا يقبل تمامًا العالم الذي نعيش فيه: ويصفه بأنه عالَم يولّد الحذر الشديد. ويقول: “إننا مهووسون جدًا بالسلامة، كهوس الأمومة بفطيرة التفاح. ونرفض المخاطرة بشكل مبهر، ومع ذلك فإن عامة الناس يريدون أن يروا علاجات جديدة”. ويصر على أن الكُرْهَ الناشئَ بين زملائه من المهنيين تجاه هذه المخاطر قد تأجج من خلال نشر الجراحين الفرديين لنتائجهم الشخصية، وما يترتب على ذلك من إثباط همتهم للاستعداد لمواجهة الحالات الصعبة التي تكون احتمالية فشلها عالية.
ويعتقد غيلسوورثي أن عرضه الشخصي للعملية قد يكون أحد العوامل التي يمكن أن تغير فكرة الجراحين حول الدعم الجذري الخارجي للشريان الأورطي. وقال ذلك بقناعة بيّنة كونه جزءًا من دليل حي لهذه الفكرة. وأضاف بيبر: “لقد كان شغوفًا بها، ولتُحقِّق نجاحًا في أمر ما، يجب أن يكون لديك شغفٌ به”.
إن القيمة العالية للكُمّ تجعل العملية الأولية أكثر تكلفة، ولكن من خلال التخلص من العلاج الدوائي الروتيني والفحوصات الطبية المصاحبة لها وانخفاض احتمالية إعادة العملية؛ فلا بد للدعم الجذري الخارجي للشريان الأورطي أن يكون أقل تكلفة حينها.
وما زالت أعداد المرضى تتزايد؛ ففي العام الماضي خضع 17 مريضًا للعملية، وستُجري العملية هذا العام لما يزيد على 20 مريضًا، وسيستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن تتمكن الغرز من إعادة جميع التمويلات المدفوعة لها، ومع ذلك كان غيلسوورثي متفائلًا بنجاحها. وقال بمرح: “لقد بدأت رقصة الروك آند رول! وأصبح لدينا جراحون جدد ومراكز جديدة، ولقد عالجنا للتو أربعة مرضى في نيوزيلندا، وهم سعداء حقًا. كما أصبح لدينا مراكز في جمهورية التشيك، ومركزين آخرين في بولندا على وشك الافتتاح، بالإضافة إلى شروعنا في إنشاء مركزين في المملكة المتحدة”.
كان بيبر واثقًا من المستقبل الذي ينتظر مشروع PEARS على المدى الطويل، ويقول: “لقد أثبتنا فكرة المشروع”، ولم يكن يتصور أنها ستحل محل العمليتين الأخريين، وقد يكون المرضى الذين لم يرثوا متلازمة مارفان أكثر تأثرًا بها. وعلى الأرجح أن احتمالية حاجتهم للمساعدة تقل حتى تتطور الحالة أكثر. وقد تحدث الكارثة، التي يسعى PEARS لتفاديها، للشريان الأورطي الهش عند محاولة شقه حال توسعه بشكل كبير. يمكن لبيبر أن يتصور العلاج الأمثل لمثل هذه الحالة، إذ يقول: “إذا زارك المريض في وقت مبكر من مرضه، وكان شريانه الأورطي قد توسع بشكل بسيط؛ فإن الدعم الجذري الخارجي للشريان الأورطي هو الإجراء الأمثل الذي يجب أن يتبع”.
ومن المؤكد أن المرضى المصابين بمتلازمة مارفان سيتساءلون إلى من يدينون بالشكر على الكُم النسيجي المتواضع الذي أبقاهم على قيد الحياة، وسيسعون لاكتشاف أصوله. وبغض النظر عن شعورهم بالامتنان؛ فإنهم مدينون بذلك ليس لجراحيهم فقط، بل للمهندس المثابر الدامي تال غيلسوورثي (أحد المصابين الذين يعتقدون أنهم يعرفون كيف يعالجون مشاكلهم الخاصة أكثر من أطبائهم).
بقلم: جيف واتس | ترجمة: عزة الغافري | تدقيق الترجمة: مريم الغافري | تدقيق لغوي: محمد الشبراوي | تحرير: بسام أبو قصيدة | المصدر