قراءة في كتاب | كيف يمكن لپروست أن يغير حياتك

عنوان الكتاب: كيف يمكن لپروست أن يغير حياتك

مؤلف الكتاب: آلان دو بوتون

دار النشر: دار التنوير للطباعة والنشر

رقم الطبعة: الأولى

سنة الطباعة: 2016

قدم لنا آلان دو بوتون الفيلسوف المعاصر والمؤلف و صاحب قناة : “مدرسة الحياة” على منصة يوتيوب شيئا مختلفا في كتابه ” كيف يمكن لپروست أن يغير حياتك ” والذي يبدو للوهلة الاولى كتابا من كتب مساعدة الذات التي انتشرت بشكل هائل في مجتمعنا العربي سواء كانت نتاجا محليا أو مترجما ، والكتاب بالفعل كذلك كما يوحي العنوان، ولكنه يتميز طبعا بأسلوب دو بوتون السلس في تبسيط الفلسفة وبطابعه الأدبي الواضح . يقع الكتاب في تسعة فصول (تسع دروس) يستلهمها الكاتب من حياة الروائي الفرنسي ” مارسيل پروست ” والذي كان يشبّه نفسه ببرغوث، وكتاباته بقطعة نوغا عصية على الهضم، وكان قد وصفه السفير البريطاني في فرنسا بأنه ” أهم إنسان التقيته في حياتي – لأنه يبقى مرتديا معطفه أثناء تناول العشاء” ولهذا سبب منطقي جدا سوف تُحيط به عندما تقرأ الكتاب.

في مستهل كل فصل من الفصول التسعة للكتاب سؤال، يترك لك دو بوتون متعة البحث عن إجابته في أدب پروست ومشاهد من حياته يوردها بشكل مترابط ومتماسك حيث تنساب أفكار دو بوتون وتمتزج بشكل متناغم مع أفكار پروست لتكون دليلا للعيش قلّما قرأت مثله .

وحيث أن القارئ هو من يحدد مدى استفادته من النص ، سوف تعتمد الأفكار التي سوف يستنبطها القارئ بعد الفراغ من هذا الكتاب بشكل كبير على منظوره الشخصي وتجربته الفردية وقدرته على تبني وجهات نظر متعددة ، ” انظر إلى عالمك من خلال أعينهم ” هكذا يوجهنا دو بوتون نحو قراءة مختلفة للأدب وفهم جديد حول مدى تأثيره على حياتنا ، وكيف أن الأدب وسيلة لتحسين طريقة عيشنا . هذا الكتاب ليس دليلا لحياة أفضل فحسب، بل دعوة متجددة للقراءة، واحتفالية بالأدباء الذين يقدمون لنا ( مجانا) فرصة النظر الى الأمور بشكل مغاير.

بالنسبة لي خرجتُ بتسعة أفكار ، فكرة من كل فصل ، أضعها كالتالي :

1. اضبط أولوياتك ، كُفّ عن إضاعة الوقت وابدأ في تقدير الحياة.
2. اربط الشخصيات في اللوحات والروايات بأناس موجودين في حياتك، قُم بربطهم مع ذاتك ” في الواقع كل قارئ ، حين يقرأ، يقرأ ذاته” يقول پروست، هكذا يؤثر الفن على نحو أمثل.
3. تمهل ، لا تختزل الحياة.
4. لمَ الرحلة المؤلمة شرط لازم وكاف لاكتساب الحكمة الحقيقية ؟ لأن “السعادة جيدة للجسد،ولكن الأسى هو ما ينمي الذهن” يخبرنا پروست.
5. ابذل جهدا أكبر في تفسير نفسك ، عواطفك ،و واقعك .
6. لا تقل رأيك الصريح في أصدقائك … أبدا.
7. أمعن النظر حتى فيما تظن أنه أتفه من أن تلقي له بالا ، كما فعل شاردان عندما رسم دراقاً، سمكة ورنك ، وآنية طعام.
8. لا تتحدث عن الحب بل مارسه ، الحب فعل .
9. القراءة إعادة خلق، مُحرِّض . ” القراءة موجودة عند عتبة الحياة الروحية بإمكانها إدخالنا إليها ، ولكنها لا تكوّنها” لا تقرأ فقط ، عِش الحياة أيضا .

قد لا تتغير حياتك بعد قراءة هذا الكتاب على الإطلاق (وهذا هو الأرجح) ولكن ” كيف يمكن لپروست أن يغير حياتك ” ، عمل ماتع ، فكاهي، فرصة للاطلاع على الأدب والعالم من خلال عيون دو بوتون و مارسيل پروست.

Exit mobile version