قراءة في كتاب | سنة القراءة الخطرة لـ آندي ميلر

الكتاب: سنة القراءة الخطرة

الكاتب: آندى ميلر

دار النشر: دار كلمات للنشر والتوزيع

الطبعة: السادسة (2017)  

ترجمة: محمد الضبع  

” أنت لست وحيدا أبدا برفقه كتاب جيد”. ” مهما كان سنك، لا تستبعد احتمالية وجود كتاب سيجعلك تتدفق وتشتعل حماسا وتقدم على فعل شيء ستندم عليه لاحقا. هذا يعنى أنك ما زلت على قيد الحياة”.

كتاب عن كتب ” عن قراءتنا وكيفيتها وماهيتها، يقرر آندى ميلر الموظف في إحدى دور النشر، المحب للقراءة من صغره، المتزوج من قارئة، وأب لابن قارئ أن يختار مجموعة من الكتب التي استعصت قراءتها عليه ويقرئها مهما كان السبب مسميا القائمة بقائمة الإصلاح يقرؤها خلال عام أسماه “سنة القراءة الخطرة” في هذا الكتاب يتجول الكاتب بين قائمة الكتب التي قام بإعدادها مسبقا. يصارع آندى هوى نفسه ويتصيد أوقات الفراغ التي يجدها بين جدوله المكتظ ما بين الأسرة والعمل. القراءة معه غير مرتبطة بمكان أو زمان، يسرق الأوقات كيفما استطاع ليقرا. ينتصر ميلر هنا على نفسه، ما بين كتاب ممل (حسبما يراه) لآخر مثرٍ لا ينفك أن يختمه. تستعصي عليه بعض الكتب التي لا يرى فائدة من قراءتها حسبما يقرر هو من تطلعه على بعض أوراقها. ساخر في كتابته، يوجز لنا الأحداث ولا ينصح كثيرا بالكتابة عن الكتب لأنها تضيع متعة قراءة الكتب، وأكثر ما تفكر به وأنت تقرأ : ماذا ستكتب عن هذا الكتاب، بالإضافة لذلك يقارن ميلر بين القراءة الإلكترونية والورقية وكيف هو شعوره في كل منهما، والقراءة للطفل وذكرياته القرائية.  

يبدأ الكاتب وصف كل كتاب باقتباسات منه ثم يبحر بالقارئ في بحور الكلمات، يستقرئ القارئ هنا القراء في تفاعلهم مع الكتب، الفرق هنا أنه يكتب عن هذا التفاعل كلمات ستبقى، ويربطها بأشيائه وذكرياته اليومية. يشترك القارئ مع مجموعة من القراء في مجموعة قرائية ويشاركنا عن تجربته فيها. لا تجهد نفسك بتسجيل قائمته من الكتب، آندى وفر الوقت وأدرجها كملحق في نهاية الكتاب.  يقول ميلر ” لقد غيرتني هذه الكتب وألهمتني وجعلتني أشعر بالتواضع”، ” بإمكاني أن أعيش في العالم طالما أنه يمتلئ بالكتب”. يقول آندى عن نفسه أنه ولد في سنة القراءة الخطرة وسيقضى الأبدية وهو يعيد قراءة الكتب.

اقتباسات من الكتاب

” في الموت، يصبح المعلم وكتابه ذاتا واحدة. لم يعد الكتاب عنصرا جامدا … بل تحول إلى شيء يعيش في قلب المعلم يجسده ويسمح له بالسفر لأي مكان”.

” الكلمات مركباتنا، رحلاتنا الجوية وأوطاننا في الوقت نفسه”.

” إذا كان القليل من العلم خطيرا فإن الكثير من العلم يمكن أن يكون أسوأ”.

” إننا مخلوقات مصنوعة من الفن والتجربة وما نقرؤه في الكتب ما هو إلا محصلة لهما”.

إجمالا

كتاب محفز للقراءة يطرح فكرة تحدٍّ لقراءة مجموعة مختارة من الكتب وكيف تحدى الكاتب نفسه، ويسرد يومياته من قراءته، ممتع ومثرٍ وبه مزيج من أفكار الكتب، ترشيحات قرائية رائعة يمكن للقارئ الأخذ بها أو تركها، تفاصيل وذكريات الكاتب القرائية من الطفولة للكبر. ساخر في أحيان كثيرة ، وأسلوب السرد بسيط وفي متناول القراء. كتاب يستحق القراءة.

Exit mobile version